أَوِ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إِلَى آخَرِ الآيَةِ {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقيل: الكساء.
وقوله: (أو العباء) شك من الراوي (?)، والعباء بالمد وفتح العين جمع عباءة وعباية، ضرب من الأكسية.
وقوله: (متقلدي (?) السيوف) القلادة: ما جعل في العنق وتقلد لبسها.
وقوله: (عامتهم من مضر بل كلهم من مضر) حكم أولًا بأن عامتهم من مضر احتياطًا لاحتمال أن يكون فيهم غيرهم؛ لأنه قد يدخل في قوم غيرهم في غلبة الاجتماع، ثم لما أمعن تيقن بأن كلهم من مضر ليس فيهم غيرهم، وقد يتبادر إلى الفهم أن هذا مبالغة في كون أكثرهم من مضر وغلبتهم، وكذا الكلام في قوله: (بل قد عجزت).
قوله: (فتمعّر) مَعرّ وجهه: غَيّره غيضًا، فتمعر، وبه معرة بالضم والسكون، والمعرة بالضم: لون يضرب إلى الحمرة، والْمَمْعُور الْمُقَطِّب غضبًا.
وقوله: (من الفاقة) الفاقة: الفقر والحاجة.
وقوله: (فدخل) أي: البيت ليجد شيئًا يعطيهم، (ثم خرج) بعد زمان ولبث للفحص ولم يجد شيئًا.