لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ، قَدْ رجَّلَها فَهِيَ تَقْطُرُ مَاءً، مُتَّكِئًا عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" قَالَ: "ثُمَّ إِذَا أَنَا بَرُجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرِ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ بِابْنِ قَطَنٍ، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ فِي الدَّجَّالِ: "رَجُلٌ أَحْمَرُ، جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأْسِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الظباء: لون مشرب بياضًا، وفينا السُّمْرَة، السمرة بالضم: منزلة بين البياض والسواد، والسمراء: الحنطة. و (اللمة) بكسر اللام: شعر يتجاوز الأذن ويقرب إلى المنكبين، وسيجيء تحقيقه في حلية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله: (تقطر ماء) قال الشيخ ابن حجر (?): يحتمل أن يكون كناية عن مزيد النظافة والنضارة.
وقوله: (على عواتق رجلين) جمع عاتق بمعنى المنكب، إطلاقًا للفظ الجمع على اثنين كـ {قُلُوبُكُمَا}، أو المراد مواضع من عاتق كل منهما.
وقوله: (من رأيت) مروي بصيغة التكلم والخطاب، وعلى الأول يدل على أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى ابن قطن.
وقوله: (بابن قطن) هو عبد العزى بن قطن الذي مر ذكره في أول الفصل.
وقوله: (هذا المسيح الدجال) طوافه بالبيت غير مستبعد؛ لأن كفار قريش