فَالدَّجَّالُ شَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ (?). [ت: 2306].
5176 - [22] وَعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عن الاستقامة، وقال: إنه (شر غائب ينتظر) فقوله: (ينتظر) صفة لـ (غائب)، و (شر) مضاف إليه، أي: شر الأشياء الغائبة التي ينتظر وجودها، ثم ذكر آخر الأواخر -وهي الساعة-، وقال: (والساعة أدهى وأمر) و (أدهى) أفعل تفضيل، من دهته الداهية، والداهية: أمر فظيع لا يهتدى لزواله، و (أمرّ) أيضًا أفعل، من مرّ يمرّ مرارة، ضد الحلاوة.
5176 - [22] (وعنه) قوله: (وما والاه) ذكروا في توجيهه ثلاثة أوجه:
إحداها: أن (والاه) من الولي بمعنى المحبة، والمستكن في (والاه) للَّه والبارز لـ (ما)، والمراد بما والاه اللَّه ما أحبه اللَّه من القرب والطاعات.
وثانيها: أنه من الولي بمعنى القرب، والضمير المستكن لـ (الذكر) والبارز لـ (ما)، أو على العكس، أي: ما قاربه وشابهه، والمراد به ذكر خير، يعني من غير ذكر اللَّه.
وثالثها: أنه من الموالاة بمعنى المتابعة، والمستكن والبارز لـ (الذكر)، أي: ما تابع الذكر ولازمه، وكان من مقتضيات الذكر اتباع أمره ونهيه تعالى، وهذه الوجوه كلها إنما تتم إذا أريد بالذكر ذكر اسمه سبحانه، وأما إذا أريد به ما يشمل كل عمل خير يعمل بنية التقرب، فالطاعات والعبادات كلها داخلة في الذكر، فيمكن أن يراد