أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(القاموس) (?): الفند بالتحريك: الخَرَفُ، وإنكار العقل لهرمٍ أو مرض، والخطأ في القول والرأي، والكذب كالإفناد، ولا تقل: عجوز مفندة؛ لأنها لم تكن ذات رأي أبدًا، وفنَّده تفنيدًا: كذّبه، وعجَّزه، وخطَّأ رأيه، كأفنده، وفي (الصراح) (?): فند: دروغ وسست رأي، إفناد: دروغ كَفتن وخرف شدن، انتهى.
والظاهر أن المراد في الحديث معنى الخرافة وضعف الرأي، فلا حاجة إلى اعتبار تشبيههم بالكاذب، كما نقل الطيبي (?): قالوا للشيخ إذا هرم: قد أفند؛ لأنه يتكلم بالمحرف من الكلام عن سنن الصحة، فشبه بالكاذب في تحريفه، وكذا قوله: الفند في الأصل: الكذب، وأفند: تكلم بالفند، ليس على ما ينبغي، فافهم.
وقوله: (أو موتًا مجهزًا) بالتخفيف أيضًا، في (القاموس) (?): جهز على الجريح، كمنع، وأجهز: أثبت قتله، وأسرعه، وتمّم عليه، وموت مُجْهِز وجهيز: سريع، وفرس جهيز، وفي (الصراح) (?): إجهاز خسته را كشتن، يقال: أجهزه وعليه، فرس جهيز: أسب سخت دونده، والمراد الموت بغتة بحيث لا يقدر على التوبة.
وقوله: (أو الدجال) أي: أو ما ينتظر إلا الدجال، لما ذكر -صلى اللَّه عليه وسلم- الشواغل المانعة عن العبادة والثبات على الإسلام، وذكر منها الأحوال من الغنى والفقر، والمرض والموت، ذكر الدجال الذي يكون في آخر الزمان؛ فإنه أيضًا بلاء شاغل مزلزل للإنسان