ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 3139].
3966 - [7] وَعَنْ أَنَسٍ: أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيم مُتَسَلِّحِينَ، يُرِيدُونَ غِرَّةَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَصْحَابِهِ، فَأخَذَهُمْ سَلْمًا. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وذب عنه، فأحب أن لو كان حيًّا لكافأه عليها لئلا يكون لمشرك عنده يد، ويحتمل أنه قال تأليفًا لأبيه على الإسلام.
و(النتنى) جمع نتن بكسر التاء كزمن وزمنى، وسماهم نتنى إما لكفرهم أو لأن المشار إليه أبدانهم، وفيه بيان حسن المكافأه، وعدم الاعتناء بهم وبقتلهم، وجواز إهانة المشركين بتوصيفهم بالنتن والنجاسة (?).
3966 - [7] (أنس) قوله: (هبطوا) وذلك عند قصد نزوله بالحديبية، و (التنعيم) مكان مشهور يحرم منه للعمر، يقول له العامة: العمرة.
وقوله: (يريدون غرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) بكسر الغين وبتشديد الراء، أي: غفلته، من غره غرًا وغرورًا وغرة بالكسر: خدعه.
وقوله: (فأخذهم سلمًا) يروى بفتحتين وبفتح السين وكسرها مع سكون اللام، والأول يجيء بمعنى الاستسلام والأسر، والثاني بمعنى الصلح، ونقل الطيبي (?) عن ابن الأثير أنه قال: إن الأول أشبه بالقضية فإنهم لم يؤخذوا صلحًا، وإنما أخذوا قهرًا، وأسلموا أنفسهم عجزًا، وللمعنى الأخير وجه هو أنهم لما عجزوا ورضوا بالأسر فكأنهم صولحوا على ذلك.