فَاسْتَحْيَاهُمْ -وَفِي رِوَايَةٍ: فَأَعْتَقَهُمْ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24]. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 1808].
3967 - [8] وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّ نبيَّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (فاستحياهم) أي: تركهم أحياء ولم يقتلهم كقوله تعالى: {وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ} [غافر: 25].
3967 - [8] (قتادة) قوله: (بأربعة وعشرين رجلًا) من السبعين الذين قتلوا من المشركين، وطرح باقي السبعين في موضع آخر.
وقوله: (من صناديد قريش) أي: عظمائهم ورؤسائهم من مشركي مكة لعنة اللَّه عليهم، والصناديد جمع صنديد، وهو والصندد كزبرج في الأصل بمعنى السيد الشجاع أو الحليم أو الجواد أو الشريف، والصنديد من الريح والبرد: الشديد، ومن الغيث: العظيم القطر أو الغالب.
وقوله: (فقذفوا) بلفظ المجهول من القذف، أي: طرحوا (في طوي) بفتح الطاء المهملة وكسر الواو وتشديد التحتانية فعيل بمعنى مفعول من الأسماء الغالبة، أي: ببئر مطوية مبنية بالحجارة، كذا في شروح البخاري، وقال التُّورِبِشْتِي (?): أو غيرها، قيل: إنما لم يدفنوا لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كره أن يشق على أصحابه لكثرة جيف الكفار أن يأمرهم بدفنهم، فكان جرهم إلى القليب أيسر عليهم، ويمكن أن يكون الحكمة فيه إهانة الكافرين وإذلالهم، وليكون عبرة للعالمين، ويكون ذلك بوحي من اللَّه، واللَّه أعلم.