الْحَقُّ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والحضور على وحدانيتك بشهادة العلم والنور، ونكون شهداء على الناس من أمة سيد الأنبياء، ويكون هو علينا من الشاهدين صلى اللَّه عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأحزابه وأمته أجمعين.
وقوله: (الحق) الثابت، وبإزائه الباطل الذي هو المعدوم، والثابت مطلقًا هو اللَّه سبحانه، وسائر الموجودات من حيث إنها ممكنة لا وجود لها في حد ذاتها ولا ثبوت لها من قِبَل أنفسها كما قال:
ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل
وتحريره: أن كل ما يُخْبَر عنه فإما باطل مطلقًا، وإما حق مطلقًا، وإما حق من وجه باطل من وجه، فالممتنع بذاته هو الباطل مطلقًا، [والواجب بذاته هو الحق مطلقًا] والممكن بذاته [الواجب بغيره] هو حق من وجه باطل من وجه، فهو من جهة ذاته لا وجود له أصلًا فهو باطل، وهو من جهة غيره مستفيد للوجود، فهو من هذا الوجه الذي يلي مفيد الوجود موجود، فهو من ذلك الوجه حق، [ومن جهة نفسه باطل]، وهذا معنى قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] وهو كذلك أزلًا وأبدًا، وليس ذلك في حال دون حال، فعرف أن الحق المطلق هو الموجود الحقيقي بذاته، الذي منه يأخذ الوجود كل شيء وهو اللَّه عزَّ وجلَّ تعالى وتقدس.
والحق بمعنى الصدق الذي توصف به الاعتقادات والأقوال والمذاهب له نسبة إلى وجود الحق تعالى بالثبوت، ولهذا سمي حقًّا.
وحظ العبد منه: أن يرى اللَّه سبحانه حقًّا ثابتًا وما سواه باطلًا في ذاته حقًّا بإيجاده وإثباته، والتخلق به: أن يتَّبع أمر الحق ويستغرق في وجوده حتى يتصف بمعنى الحقانية.