قَالَ ابْن عَبَّاس عِنْد ذَلِك: وَاللَّهُ أَضْحَكَ وأَبْكَى. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: فَمَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ شَيْئًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 1286، م: 928].
1743 - [22] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المؤمن والكافر، ولكن فيما نحن فيه رضا الكافر وأمره ووصيته فعله، فقد وَزَرَ بِوِزْرِ نفسه، فقول الطيبي (?): أي: كافيكم أيها المؤمنون من القرآن هذه الآية، أنها في شأنكم، وما ذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من قوله: (إن اللَّه يزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله) في شأن الكفار، ليس على ما ينبغي، فافهم.
وقول ابن عباس عند ذلك: (واللَّه أضحك وأبكى) مقتبسان من قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم: 43]، تقرير لنفي ما ذهب إليه ابن عمر في الجملة، لما أن بكاء الإنسان وضحكه وحزنه وسروره من اللَّه، يظهرها فيه من غير اختياره، فلا أثر لها في التعذيب، وإنما قلنا: (في الجملة)؛ لأن الكلام في البكاء الاختياري بل فيما يصاحبه فعل اللسان، كما تدل عليه الأحاديث.
وقوله: (فما قال ابن عمر شيئًا) وفيه أن المجتهد أسير الدليل، وأن له لأجل ذلك أن يخطِّئ غيره وأن يحلف على خطأه، وإن كان أجلَّ منه قدرًا، وأوسع علمًا، وعمر كذلك مع عائشة، وإن من الآداب أن يسكت بعد ظهور الحق ولا يشاغب، وذلك من دأب الكرام، وقال بعضهم: إن الحديث يحتمل التأويلين بأن كان واردًا فيمن يُوصي ويرضى بذلك أو في غيره، وأن تكون الباء للسببية أو للملابسة، لكن غلب على الفاروق الخوف، وعلى الصديقة الرجاء، فحمل كل منهما على ما يناسب مقامه، واللَّه أعلم.
1743 - [22] (عائشة) قوله: (قتل ابن حارثة) فاعل (جاء)، أي: خبر قتلهم،