القدوة الصالحة

يعتقد الأطفال بحكم كونهم أطفالاً أن كل ما يفعله الكبار صحيح؛ لأنهم لا يتصورون أن الآباء يخطئون أو يتعمدون الخطأ، ولذلك يوجد عند الأطفال هذه الثقة فيما يفعله الكبار، ودائماً ينظرون إلى الآباء على أنهم أكمل الناس وأفضل الناس، وهذا ينعكس عليهم سلباً أو إيجاباً؛ لأنهم يحاكون آباءهم ويقتدون بهم، ففي سن السادسة مثلاً: نجد الأطفال لا يتأثرون بالتلقين إذا لم يوجد بجانب التلقين القدوة الصالحة التي تترجم عملياً المعاني المجربة؛ لأن الأطفال في هذه الفترات غير مؤهلين بصورة كاملة لتلقي المعاني المجربة، فهم غالباً يتعاملون مع الأشياء الحسية، أما المعاني النظرية فتأتي متأخرة فيما بعد، فلذلك كونك تعطيه كلاماً نظرياً عن معان غير محسوسة لا يؤثر فيه، لكن الذي يؤثر فيه أن يرى أمامه أباه وهو يطبق بطريقة عملية ما يدعوه إليه وما يرشده إليه، ولذلك فإن محافظة الأب على الصلاة تؤثر فيهم أعمق التأثير، وهذا أمر ملموس، فنجد أن الأولاد الصغار جداً في السن يريدون أن يصلوا، ونجد الطفل يفعل مثل ما يفعل أبوه، فهذا يؤكد أن الأطفال في سن الثالثة لا يستطيع الواحد منهم أن يستوعب المعاني المجربة بصورة كاملة إلا إذا صاحبها قدوة عملية.

فالقدوة والطريقة العملية بالتزام الكبار، مع ثقة الطفل دائماً فيمن هو أكبر منه؛ هي أعظم وسيلة للتأثير فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015