تغيظ الكافرين من المتمسكين بالدين

إن إقامة الصلاة والإعلان بها يصبغ المجتمع بصبغة الله، ويظهر شعائر الإسلام، ويجسد اعتزاز المسلمين بإسلامهم، ويغيظ أعداء الدين الذين يزعجهم رجوع الناس إلى ربهم، واشتغالهم بشعائر دينهم.

كذلك لا شك أن محافظة المسلمين على الصلاة تعمير للمساجد، فإذا أذن المؤذن ترى الناس يتوجهون فوراً إلى المساجد؛ ليعمروها بهذه الشعائر الظاهرة، وتصبغ المجتمع بصبغة الإسلام، وليس في ذلك فقط إغاظة لإبليس وجنوده، لكن إغاظة أيضاً للكافرين الذين يعيشون وسط المسلمين، فالصلاة إظهار لعزة الإسلام في وسط هؤلاء الكافرين.

ولذلك نلاحظ أن الكافرين يحبون السفيه الفاسق الذي لا يبالي بتضييع الصلاة، فيقربونه إليهم، أما المتمسك بدينه فيتخذونه عدواً، فإذا رأى الكافر عليك علامات التمسك بالدين أو إقامة الصلاة يبغضك، ويظهر هذا بصورة أو بأخرى، أما الفاسق السفيه فهو أقرب إلى قلبه؛ لأنهم في الهوى سواء.

وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين) أي: على سنة السلام فيما بينكم، والتأمين في الصلاة، وقد ظهر من اليهود هذا الحسد، فحسدهم لأهل الإيمان معروف في كثير من المواقف، فإذا كان هذا في السلام والتأمين، فكيف بما عدا التأمين من إعلان الأذان ومن تعمير المساجد ومن تراص المصلين راكعين، ساجدين، خاشعين؟! وقد ذكرنا لكم كلمة رينان إرنس الفيلسوف الفرنسي الشهير حيث قال: ما دخلت مسجداً قط دون أن يصيبني أسف محقق على أني لم أكن مسلماً.

أي: أنه ما دخل مسجداً ورأى منظر المسلمين في صلاة الجماعة، إلا وشعر بأسف شديد على أنه ليس مسلماً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015