إن من فضائل الصلاة أنها مفتاح هداية لكثير من الكافرين، نحن نعرف أن كل نسيج هو عبارة عن خيط، وهذا الخيط منه يصنع النسيج، كذلك كل قصة إيمان أو إسلام لكافر نجد أن الصلاة هي الخيط الأول الذي أوصله إلى الإسلام، ولذلك ينبغي أن تتحدث مع أي إنسان -حتى ولو كان ممعناً في الكفر والإلحاد- عن الصلاة؛ لأنك لا تعرف طبيعة تربة قلبه، هل هذه التربة خصبة أم تربة سبخة؟ لكن عليك أن تضع البذرة فقط، ومالك وشأنها، ولا يخصك بعد ذلك هل البذرة تنمو أم لا تنمو؟ فأغلب قصص الاهتداء والإيمان والاستقامة إنما تبدأ ببذرة، فقد تجد إنساناً يلقي كلمة ويمضي، ثم إن هذه الكلمة تثير بركاناً في نفسية من سمعها، حتى وإن لم يظهر ذلك، فإذا سمع من غيرك أيضاً ربما أثرت، وهكذا إلى أن ينتهي به الأمر إلى الإسلام والهداية والاستقامة، فما عليك إلا أن تضع البذرة؛ لأن الهدى هدى الله، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، فأنت فقط مطالب بأن تضع البذرة في التربة وعلى الله سبحانه وتعالى نماؤها.
وهذه البذرة الأولى أو هذا الخيط الأول يختلف اختلافاً كثيراً، وهذا الموضوع في حد ذاته يحتاج كلاماً مفصلاً، وهو بحث شيق، ونرجو أن تأتي فرصة له فيما بعد.