على الأب أن يتم تعليم ولده الصلاة منذ السن الباكرة دونما توجيه مباشر، بل يكرر صلاة النوافل في المنزل على مشهد من أولاده، وهم يتأثرون أعمق الأثر إذا رأوا أباهم يمرغ وجهه لله عز وجل ساجداً قائماً خاشعاً، قد استغرقته الصلاة وصرفته تماماً عما حوله؛ لأن الطفل مع الوقت يستنتج أن الذي يدخل في الصلاة لا يصح أن يكلمه أحد، ولا يصح أن يأكل أو يشرب أو يتكلم؛ لأن الصلاة تستحوذ على كل كيانه فلا ينظر إلى ولده مهما بكى أو نادى عليه أو نحو هذا.
الشاهد: أن الطفل من هذا المشهد سوف يعلم أنه متى ما دخل أحد أبويه في الصلاة فإنه لن يستجيب له، وكذلك صلاة الأب خاشعاً لله سبحانه وتعالى مما يؤثر فيه أعمق الأثر، وهذا من شأنه أن يغرس في نفوس الأطفال عظمة الله سبحانه وتعالى، كما أنهم بهذه الطريقة -وهي التربية بالعادة- يتعرفون على أعمال الصلاة ويحبونها؛ لأن أي شيء يعتادون رؤيته بصورة معينة فإنهم يعتادونه، فهذا نوع من أنواع التربية بالعادة، لاسيما عندما يتكرر بصورة تلقائية في أوقات محددة، فمثلاً: حينما ينام تلقنه أذكار النوم، حينما يأتي الصباح تعلمه بعض أذكار الصباح، فتحويلها إلى عادة يواظب عليها هذا مما يعينه فيما بعد على الاستقامة على هذه الأمور الشرعية.