متى فرض الحج على المسلمين؟ هل هو في أول البعثة، أو قبل الهجرة، أو بعد الهجرة، أم ماذا؟ فنقول: التوحيد والرسالة والشهادة بهما من أول البعثة، فمن أول البعثة فرض على الناس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والصلاة فرضت ليلة المعراج، قبل الهجرة إما بسنة أو نحوها، والزكاة: فرضت على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، والصيام: كذلك في السنة الثانية من الهجرة، والحج: فرض في السنة التاسعة من الهجرة، انظروا أركان الإسلام كيف كان ترتيبها في الفريضة.
إن قال قائل: لماذا تأخر فرض الحج إلى السنة التاسعة؟ ف
صلى الله عليه وسلم إن مكة -شرفها الله- كانت إلى وقت الفتح تحت سيطرة المشركين، ولا يتمكن المسلمون عن الحج؛ لأن المشركين صدوهم عن العمرة فضلاً عن الحج.
إذا قال قائل: لماذا لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة؟ فالجواب: تأخر في المدينة لكثرة الوافدين من المسلمين إلى المدينة ليعلمهم دينهم، هذا من وجه.
ومن وجه آخر: في السنة التاسعة حج مع المسلمين المشركون، وفي هذه السنة نادى المنادي: ألا يحج بعد العام مشرك، فصار العام العاشر خالياً من المشركين وهو الذي فيه تمت حجة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يحج معه إلا المسلمون ولم يطف بالبيت عريان.
وكان العرب في الجاهلية بعضهم يطوف بالبيت عرياناً؛ لأنهم يقولون: لا يمكن أن يطوف الإنسان إلا بثياب من ثياب الحمس، فإذا لم يجد ثوباً طاف عرياناً، وكانت المرأة تطوف وتضع يدها على فرجها وتقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
وذلك جهلاً.