عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له" وفيه أيضا عن حبيب بن أبي ثابت قال: خرجت مع أبي نتلقى الحاج ونسلم عليهم قبل أن يتدنسوا وروى معاذ بن الحكم حدثنا موسى بن أعين عن الحسن قال: إذا خرج الحاج فشيعوهم وزودوهم الدعاء وإذا قفلوا فالقوهم وصافحوهم قبل أن يخالطوا الذنوب فإن البركة في أيديهم وروى أبو الشيخ الأصبهاني وغيره من رواية لبنت عن مجاهد قال: قال عمر: يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج بقية ذي الحجة ومحرم وصفر وعشر من ربيع الأول وفي مسند البزار وصحيح الحاكم من حديث أبي هريرة مرفوعا: "اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج".
وروى أبو معاوية الضرير عن حجاج عن الحكم قال: قال ابن عباس: لو يعلم المقيمون ما للحاج عليهم من الحق لأتوهم حين يقدمون حتى يقيلوا رواحلهم لأنهم وفد الله في جميع الناس ما للمنقطع حيلة سوى التعلق بأذيال الواصلين:
هل الدهر يوما بوصل يجود ... وأيامنا باللوى هل تعود
زمان تقضى وعيش مضى ... بنفس والله تلك العهود
إلا قل لزوار دار الحبيب ... هنيئا لكم في الجنان الخلود
أفيضوا علينا من الماء فيضا ... فنحن عطاش وأنتم ورود
أحب ما إلى المحب سؤال من قدم من ديار الحبيب:
عارضا بي ركب الحجاز أسائله ... متى عهده بأيام سلع
واستملا حديث من سكن الخيف ... ولا تكتباه إلا بدمعي
فاتني أن أرى الديار بطرفي ... فلعلي أرى الديار بسمعي
من معيد أيام جمع على ما ... كان منها وأين أيام جمعي
لقاء الأحباب لقاح الألباب وأخبار تلك الديار أحلى عند المحبين من الأسمار:
إذا قدم الركب بمعمعتهم ... أحيى الوجوه قدوما ووردا
واسألهم عن عقيق الحمى ... وعن أرض نجد ومن حل نجدا
حدثوني عن العقيق حديثا ... أنتم بالعقيق أقرب عهدا