الدنيا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "يا فلان إنك تبني وتهدم" ـ يعني تعمل الحسنات والسيئات ـ فقال يا رسول الله: سوف أبني ولا أهدم:
خذ في جد فقد تولى العمر ... كم ذا التفريط فقد تدانى الأمر
أقبل فعسى يقبل منك العذر ... كم تبني كم تنقض كم ذا العذر
علامة قبول الطاعة أن توصل بطاعة بعدها وعلامة ردها أن توصل بمعصية ما أحسن الحسنة بعد الحسنة وأقبح السيئة بعد الحسنة ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها النكسة أصعب من المرض الأول ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة ارحموا عزيز قوم بالمعاصي ذل وغني قوم بالذنوب افتقر سلوا الله الثبات إلى الممات وتعوذوا من الحور بعد الكور كان الإمام أحمد يدعو ويقول: اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك وكان عامة دعاء إبراهيم بن أدهم: اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة في بعض الآثار الإلهية يقول الله تبارك وتعالى: أنا العزيز فمن أراد العز فليطع العزيز.
ألا إنما التقوى هي العز والكرم ... وحبك للدنيا هو الذل والسقم
وليس على عبد تقي نقيصة ... إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم
الحاج إذا كان حجه مبرورا غفر له ولمن استغفر له وشفع فيمن شفع فيه وقد روي: "إن الله تعالى يقول لهم يوم عرفة: أفيضوا مغفورا لكم ولمن شفعتم فيه" وروى الإمام أحمد بإسناده عن أبي موسى الأشعري قال: إن الحاج ليشفع في أربعمائة بيت من قومه ويبارك في أربعين من أمهات البعير الذي يحمله ويخرج من خطاياه كيوم ولدته أمه فإذا رجع من الحج المبرور رجع وذنبه مغفور ودعاؤه مستجاب فذلك يستحب تلقيه والسلام عليه وطلب الإستغفار منه.
وتلقي الحاج مسنون وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن جعفر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقى بصبيان أهل المدينة وإنه قدم من سفر ـ فسق بي إليه فحملني بين يديه ثم جيء بأحد ابني فاطمة فأردفه خلفه فأدخلنا المدينة ثلاثة على دابة وقد ورد النهي عن ركوب ثلاثة على دابة في حديث مرسل فإن صح: حمل على ركوب ثلاثة رجال فإن الدابة يشق عليها حملها بخلاف رجل وصغيرين وفي المسند وصحيح الحاكم عن عائشة قالت: أقبلنا من مكة في حج أو عمرة فتلقانا غلمان من الأنصار كانوا يتلقون أهاليهم إذا قدموا وكذلك السلام على الحاج إذا قدم ومصافحته وطلب الدعاء منه وفي المسند بإسناد فيه ضعف.