«إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» يتولى بالكفاية إذا حصل منهم الثبات وحسن التفويض.
قوله جل ذكره:
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47)
يريد أنّ أهل مكة لما خرجوا من مكة عام بدر لنصرة العير ملكتهم العزّة، واستمكن منهم البطر، وداخلهم رياء الناس، فارتكبوا فى شباك غلطهم، وحصلوا على ما لم يحتسبوه.
وأمّا المؤمنون فنصرهم نصرا عزيزا، وأزال عن نبيّه- عليه السّلام- ما أظلّه من الخوف وبصدق تبريه عن حوله ومنّته- حين قال: (لا تكلنى إلى نفسى) «1» - كفاه بحسن التولّى فقال (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) .
قوله جل ذكره:
[سورة الأنفال (8) : آية 48]
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (48)
الشيطان إذا زيّن للانسان بوساوسه أمرا، والنّفس إذا سوّلت له شيئا عميت بصائر أرباب الغفلة عن شهود صواب الرّشد، فيبقى الغافل «2» فى قياد وساوسه، ثم تلحقه هواجم