وقوله فيها: ومن عيوب كتابه، يعني ابن الجوزي- أنه يسرد الجرح , ويسكت عن التعديل.
وقال في ترجمة أبان بن حاتم الأملوكي: اعلم أن كل من أقول فيه: مجهول، وَلا أسنده إلى قائل فإن ذلك هو قول أبي حاتم فيه , وسيأتي من ذلك شيء كثير جدا فاعلمه فإن عزيته إلى قائله كابن المديني، وَابن معين فذلك بيِّن ظاهر.
وإن قلت: فيه جهالة، أو نُكرة، أو يجهل , أو لا يعرف , وأمثال ذلك , ولم أعزه إلى قائل , فهو من قبلي , كما إذا قلت: صدوق , وثقة , وصالح , ولين , ونحو ذلك , ولم أضفه إلى قائل فهو من قولي واجتهادي.
وقوله في ترجمة أبان بن تغلب: فإن قيل: كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والإتقان فكيف يكون عدلا وهو صاحب بدعة؟ وجوابه: أن البدعة على ضربين:
فبدعة صغرى: كغلو التشييع، وكالتشييع بلا غلو، وَلا تحرق , فهذا كثير في التابعين وأتباعهم مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة