ولم يكن للزيدية إمام معتبر مذكور في الكتاب، فهؤلاء السادات أئمة الزيدية، الذين خرجوا وقاتلوا، والله أعلم.
وقد أعانني على تأليف هذا الكتاب الأمير السيد الإمام النسابة شمس الدين شرف الإسلام فخر السادة نسابة خراسان أبو الحسن علي بن السيد النقي بن المطهر بن الحسن الحسني.
وهذا السيد قد رخى عمره في تحصيل كتب الأنساب وتعلم طرقها، واختلف بمرو إلى الإمام الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم القطان الطبيب مصنف كتاب الدوحة.
ولولا هذا السيد الإمام العالم النسابة وكتبه، لما تيسر في تلك الفتنة العمياء التي لم يبق فيها بنيشابور بيوت كتب، ولا واحد ممن يعرف نسبه فضلاً عن نسب آل رسول الله صلى الله عليه وآله تأليف هذا الكتاب.
ولكني دخلت بسببه ووسائل ما عنده من الكتب بيوت هذه المقاصد من الأبواب، فجزاه الله في الدارين أحسن الجزاء، وحشره مع آبائه الأتقياء، فإنه بقية السادات الأشراف والخلف الصالح عن الأسلاف.
فصل
مضر: من قولهم ذهب دمه خضراً مضراً أي: باطلاً وفعل من ذلك.
معد: مأخوذ من موضع رجل الراكب من الفرس. وقيل: مأخوذ من معد في الأرض، فيكون مفعلاً من ذلك.
نوف: النوفل الرجل الكثير العطاء. قال الشاعر:
بأبي الظلامة منه النوفل الزفر
نزار فعال من الشيء الزوال القليل لمن يقول:
تسود أقوام وليسوا بسادة ... بل السيد الميمون سلمى بن جندل
وقد تزوج بليلى معد. قيل: علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فولدت له ما ذكرناه. وكانت عند عبد الله بن جعفر، وبنت علي رضي الله عنه زوجته على ليلى.
يحيى بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أمه أسماء بنت عميس، وكانت تحت أخيه جعفر، فلما قتل جعفر تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولدت له يحيى، ومات يحيى في حياة علي رضي الله عنه. ولأسماء من جعفر: عبد الله ومحمد وعون.
أم الحسن ورملة أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود، وكانت أم الحسن بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلم يلد له.
ورملة بنت علي رضي الله عنه كانت عند أبي الهياج عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.
أم كلثوم الصغرى، زينب الصغرى، أم هاني، أم الكرام، أم جعفر الجمانة، أم سلمة، ميمونة، خديجة، فاطمة، أمامة هن بنات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وكانت رقية عند مسلم بن عقيل، ولها منه عبد الله وعلي ومحمد بني مسلم بن عقيل.
وكانت زينب الصغرى عند محمد بن عقيل، فولدت له عبد الله وفيه العقب.
وكانت أم هاني بنت علي رضي الله عنه عند عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له محمد وقتل بكربلاء.
وكانت ميمونة بنت علي رضي الله عنه عند عبد الله بن عقيل، فولدت له عقيلاً.
وكانت أم كلثوم الصغرى اسمها نفيسة عند عبد الله بن عقيل، فولدت له أم عقيل، ثم تزوجها كثير بن العباس فولدت له نفيسة، وتزوجها عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
وكانت خديجة بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له حميدة، ثم تزوجها عبد الرحمن بن عبد الله بن غامر بن كريز.
وكانت فاطمة بنت علي رضي الله عنه عند أبي سعد بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له حميدة، ثم تزوجها سعد بن الأسود بن البختري، فولدت له برة، ثم تزوجها المنذر بن عبيدة، ثم الزبير فولدت له عثمان وكثيراً فدرجا.
وكانت أمامة بنت علي رضي الله عنه عند الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فولدت له نفيسه وتوفيت عنده والسلام.
ومن أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي أكثر البنات المذكورات. ومن تغلبية رقية. ومن أسماء بنت عميس يحيى ومسلمة.
ولما كان المقصود من هذا الكتاب ذكر الأنساب، فذكر من له نسب وعقب أولى من ذكر من لا عقب له، إلا أنا نذكر من لا عقب له حتى لا ينتسب إليه أحد، والله أعلم.
وقال بعض علماء السلف: هو آخر الخلفاء، وبمدة ولايته تمت أيام الخلافة، لقول النبي صلى الله عليه وآله: الخلافة بعدي ثلاثون سنة.