وإن بني هاشم أطعموا بالصبا ما هبت، فإذا أمسكت أمسكوا، فلا يدخل بيوتهم جايع إلا شبع، ولا خائف إلا أمن.

وقال الشاعر:

قريش خيار بني آدم ... وخير قريش بنو هاشم

فصل

قريش الطواهر وقريش البطائح

قريش البطائح: بنو عبد مناف، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو عبد الدار، وبنو تيم بن مرة، وبنو مخزوم بن يقظة، وبنو سهم، وبنو حميح، وبنو عدي بن كعب، وبنو عامر بن لوية إلا بني معيض وهلال بن مالك، وبنو هلال بن أهيب.

وإنما قيل لهم ذلك لأنهم دخلوا مع قصي الأبطح. وأفاته القبائل الآخر بظواهرها، فسموا قريش الطواهر وهم: هيثم بن غالب بن فهر، ومعيض بن عامر بن لؤي، ومحارب والحارث ابنا فهر، فهؤلاء قريش الطواهر.

وقوم منهم ليسوا من قريش الطواهر ولا من قريش البطائح، وهم: سأمة بن لؤي، والحرب بن لؤي، وسعد بن لؤي، وعوف بن لؤي، فنزل سأمة ونعمان والحارث في غرة وخزيمة وسعد في شبان، وعوف في بني دينان.

فصل

وعلماء الأنساب يقولون: مات ودرج وانقرض ولم يعقب، وفي كل لفظ فائدة يعرفها أرباب تلك الصناعة.

فأصل درج كما ذكر الجوهري في كتاب الصحاح: مشى، يقال: درج الرجل والضب يدرج دروجاً ودرجاناً، أي مشى، ودرج أي مضى لسبيله. يقال: درج القوم إذا انقرضوا، والإندراج مثله، وفي المثل أكذب من درب ودرج أي: أكذب الأحياء والأموات. قال الأصمعي: درج الرجل إذا لم يخلف نسلاً.

فأهل المغرب يطلقون لفظ درج على من مات فحسب، وأهل العراق يطلقون لفظ درج على من انقرض ولم يخلف نسلاً والأصل في درج أي مات ولم يخلف نسلاً وانقرض، أي: كان له عقب فانقرض هو وعقبه.

والشبهة في الأنساب تقع من هذا اللفظ لأن من انتمى إلى من لا عقب له، أوله عقب فانقرض، كان مدعياً. وفي من لا عقب له خلاف بين النسابين، فقوم يقطعون على واحد أنه لا عقب له، وقوم يشكون فيه وفي عقبه، وها هنا تسكب العبرات.

فصل

ذكر السادات

الذين خرجوا وتبعهم الناس وادعوا الإمامة

وهم أئمة الزيدية.

أولهم: زيد بن زين العابدين رضي الله عنه، هو أبو الحسين زيد بن زيد العابدين رضي الله عنه أمه أم ولد يقال لها: جيداً، والمختار اشتراها بثلاثين ألف درهم وأهداها إلى زين العابدين رضي الله عنه.

وكانت ولادة زيد في سنة خمس وسبعين، ولما بشر بولادته زين العابدين رضي الله عنه رفع المصحف ونظر فيه، فخرج من أول السطر " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " ففتح المصحف مرة أخرى، فوقع في أول السطر " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله " ثم فتح مرة أخرى فخرج " وفضل الله المجاهدين على القاعدين " فقال زين العابدين رضي الله عنه عزيت والله عن هذا المولود، وأنه لمن الشهداء.

خرج في الكوفة أول ليلة من صفر سنة اثنين وعشرين ومائة، فقتله واحد من غلمان يوسف بن عمر بن هبيرة، رماه بسهم في المصاف.

فجزوا رأسه وبعثوا به إلى هشام بن عبد الملك، وصلبوا جسده بالكناسة، فبقي مصلوباً إلى أن ظهرت رايات بني العباس، فأمر الوليد بن يزيد بإنزاله عن خشبته وإحراقه، ففعل ذلك وذروه في الفرات.

يحيى بن زيد بن علي رضي الله عنه، هو أبو طالب يحيى بن زيد، أمه ريطة بنت عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انتقل إلى خراسان، ونزل بسانزوار في المسجد، يقال له: مسجد شاذان. وقتل بجوزجانان في رمضان سنة ست وعشرين ومائة، عشية يوم الجمعة، فقتل وصلب، ولم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم، وأنزله وكفنه ودفنه، وأمر بقتل من قتله وباع عليه سبعة أيام.

النفس الزكية، هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الحسن المجتبى ابن أبي طالب رضي الله عنهما. وقيل لأبيه: محض، لأنه لم يكن في نسبه أم ولد، أمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي.

وروي أنها حبلت في أربع سنين، وولد في سنة مائة من الهجرة، وخرج في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائة. وقيل: في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة، طعنه حميد بن قحطبة.

أخوه إبراهيم بن عبد الله، هو أبو الحسن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن رضي الله عنه. وقيل: كل من اسمه إبراهيم من آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكنيته أبو الحسن. أمه أم أخيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015