وقيل: القربى ولد عبد المطلب، كما روى أنس بن مالك الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها، فأنا أجازه غداً إذا لقيني في يوم القيامة.
وقيل: القربى هم الذين تحرم عليهم الصدقة ويقسم فيهم الخمس، وهم بنو هاشم وبنو المطلب، وقال الله تعالى " واعلموا أنما غنمتم من شيءٍ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى " وقال تعالى " وآت ذا القربى حقه ".
وذكر الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره عن جرير بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات على حب آل محمد مات شهيداًن ومن مات على حب آل محمد وقد غفر الله له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات شهيداً، ومن مات على حب آل محمد وقد غفر الله له، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله في قبره أبواباً من الجنة، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله " ومن يقترف حسنةً نزد له فيها حسناً إن الله غفورٌ شكورٌ " قال ابن عباس: " ومن يقترف حسنةً نزد له حسناً " المودة في آل محمد.
ونهى الله عن قطع الرحم، حيث قال " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم "، وروى عبد الله بن معقل أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض ".
وذكر محمد بن جرير في تاريخه: إن المهدي محمد بن جعفر بن المنصور كان يصلي ذات ليلة ويقرأ القرآن في صلاته وحاجبه الربيع حاضر في حجرته، فلما انتهى إلى هذه الآية رددها مراراً وبكى بكاءاً شديداً ثم سلم، وقال للربيع: اذهب إلى موسى بن جعفر الصادق رضي الله عنهما وائتني به، فذهب الربيع وأخبر موسى بذلك.
فدخل عليه موسى رضي الله عنه فقام المهدي وعانقه وقال: يا موسى عاهدت الله أن لا أؤذيك ولا أؤذي أحداً من أهل بيتك ما عشت، خوفاً من أن أكون كما قال الله تعالى فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم فبكى موسى رضي الله عنه وودعه وخرج سالماً، وقال للمهدي: أوصل الله تعالى بركة الصلة الرحم إليك.
وقال الله تعالى في سورة مريم " أولئك الذين أنعم الله عليهم من ذرية آدم وممن حملنا مع نوحٍ ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل " هذه الآية دليل واضح على شرف الأنساب، ووجوب حفظ النسب، وقد جمع الله تعالى بين وصفهم بالنبوة وذكر أنسابهم إلى آدم ونوح وإبراهيم وإسرائيل عليه السلام، فلو لم يكن النسبة إلى الأنبياء شرفاً وفضيلة لما قرنها الله تعالى مع شرف النبوة والسلام.
أخبرني الإمام علي بن عبد الله بن محمد بن الهيضم النيشابوري، قال: أخبرني والدي أبو بكر عبد الله، قال: أخبرني أحمد بن محمد بن علي بن أحمد العاصمي مصنف كتاب زين الفتى بإسناده أن واحداً من الملوك قال: من أكرم الناس أباً وأماً وجدة وأختاً وخالاً وخالة؟ وكان الحسين بن علي رضي الله عنهما حاضراً.
فقام النعمان بن بشر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وأشار إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما وقال: هذا هو الذي أردت، جده محمد المصطفى صلى الله عليه وآله، وأبوه علي المرتضى رضي الله عنه، وأمه فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وجدت خديجة الكبرى، وهي أول امرأة آمنت برسول الله صلى الله عليه وآله وصلت معه، وعمه جعفر الطيار، وعم أبيه حمزة سيد الشهداء، وعمته أم هاني، وخاله القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، وخالته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.
فلما خرج الحسين بن علي رضي الله عنهما من هذا المجلس قال بعض من حضر للنعان: يا أخا زريق حب بني هاشم دعاك إلى أن قلت ما قلت، فقال النعمان: ما قلت غير الحق، والله ما أطاع رجل مخلوقاً في معصية الله إلا حرم الله أمنيته عليه في الدنيا، ولقى الشقاء في الآخرة.