وإن رجال المال أضحوا ومالهم ... لهم عند أبواب الملوك شَفِيعُ
أمخترمي ريب المنون ولم أنل ... من المال «1» ما أعصي به وأطيع؟!
فأمر له بخمسين ألف درهمٍ، وقال له: اعص الآن وأطع «2» .
كان عليّ بن عيسى ضامن أعمال الخراج والضياع فبقيت عليه بقية مبلغها أربعون ألف دينارٍ، فألح المأمون في اقتضائه إياها ومطالبته بها، إلى أن قال لعلي بن صالح حاجبه: طالب علي بن عيسى بما بقي عليه، وأنظره ثلاثاً فإن أحضر المال قبل انقضائها، وإلا اضربه بالسياط حتى يؤديها أو يتلف. فانصرف علي بن عيسى من دار المأمون آيساً من نفسه، إذ كان لا يعرف وجهاً يخلصه من المال. فقال له كاتبه: لو عرجت على غسان بن عبادٍ «3» وخبرته خبرك لرجوت لك أن يعينك على أمرك. فقال له: على