وأبلغ به أمنيته. فقلت: نعم يأبا عبد الله، انهض بنا، فنهض ونهضت والأعرابي ثالثنا، حتى دخلنا على الأمير طوق بن مالكٍ، فسلمنا عليه، وأنشده الأعرابيّ:
يا طوق، إنّ الزّمان حار بني ... وكنت في إخوةٍ وأخوال
وفي رجالٍ مثل البدور وفي ... قومٍ إلى ثروةٍ وأموال
فلم تزل بي صروفه وبهم ... تنقل* من حالةٍ إلى حَالِ
فاستلب المال من يدي وعدا ... على رجالي عدو ربيَالِ «1»
حتى دعيت «الغريب في ال ... أرض والمسكين» بعد كثرة المال
فقلت: من لي وللزمان؟ ومن ... يصدق ظني به وآمَالِي؟
فقيل: طوق بن مالك ملك النّاس ومأوى الطريد والجالي «2» طوقٌ إذا عاذ واستعاذ به الملهوف أضحى بموضع الوالِي
فجئتُ يا طوقُ عائذاً بك من ... شر الزمان وسوء أعمالِي
قال: فضحك طوق، وقال: يا أعرابيُّ، أما شر زمانك فقد بدا لنا من قبيح حالتك، فما سوء أعمالك؟ قال: أصلح الله الأمير، والعزبة «3» والغربة، فقال طوقٌ: نكدٌ وشؤمٌ، ثم أمر له بجائزةٍ وجاريةٍ وخلعٍ ودابةٍ، وانصرف إلى أهله على أحسن حالٍ.