التوسطُ في المعيشةِ أفضلُ ما يكونُ، فلا غنى مطغياً ولا فقراً منسياً، وإنما ما كفى وشفى، وقضى الغرض، وأتى بالمقصودِ في المعيشةِ، فهو أجلُّ العيشِ عائدةً، وأحسنُ القوتِ فائدةً.
والكفايةُ: بيتٌ تسكُنهُ، وزوجةٌ تأوي إليها، ومركبٌ حَسَنٌ، وما يكفي من المالِ لسدِّ الحاجةِ وقضاءِ اللازمِ
أخبرني أحدُ أعيانِ مدينةِ الرياضِ أنه في عام 1376 هـ، ذهب مجموعةٌ من البحارةِ من أهلِ الجبيلِ إلى البحرِ، يريدون اصطياد السمكِ، ومكثوا ثلاثة أيام بلياليهنَّ لم يحصلُوا على سمكةٍ واحدةٍ، وكانوا يصلون الصلواتِ الخمس، وبجانبهم مجموعةٌ أخرى لا تسجدُ للهِ سجدةً، ولا تصلّي صلاةً، وإذا هم يصيدون، ويحصلون على طلبِهم من هذا البحرِ، فقال بعضُ هؤلاءِ المجموعةِ: سبحان اللهِ! نحن نصلي للهِ عزَّ وجلَّ صلاةٍ، وما حصلْنا على شيءٍ من الصيدِ، وهؤلاء لا يسجدون للهِ سجدةً وها هو صيدُهم!! فوسوس لهم الشيطانُ بتركِ الصلاةِ، فتركُوا صلاة الفجرِ، ثم صلاة الظهرِ، ثم صلاة العصرِ، وبعد صلاةِ العصرِ أتوْا إلى البحرِ فصادُوا سمكةً، فأخرجُوها وبقرُوا بطنها، فوجدُا فيها لؤلؤةً ثمينةً، فأخذها أحدُهم بيدِه، وقلَّبها ونظر إليها، وقال: سبحان اللهِ! لما أطْعنا الله ما حصلنا عليها، ولما عيناه حصلْنا عليها!! إن هذا الرزق فيه نظرٌ. ثم أخذ اللؤلؤة ورمى بها في البحرِ، وقال: يعوضُنا اللهُ، واللهِ لا آخذُها وقد حصلتْ لنا بعد أن تركْنا الصلاة،