إنَّ هذا بديلٌ آثِم، واستماعٌ محرَّم، وعندنا الخيْرُ الذي نزل على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، والصِّدقُ والتوجيهُ الرَّاشدُ الحكيمُ، الذي تضمَّنه كتاب اللهِ عزَّ وجلَّ: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} .
فسماعٌنا للقرآنِ سماعٌ إيمانيٌّ شرعيٌّ محمديٌّ سنيٌّ {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ} ، وسماعُهم للموسيقى سماعٌ لاهٍ عابثٌ، لا يقومُ به إلا الجَهَلةُ والحمقى والسُّفهاءُ من الناسِ {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} .
للعالمِ الإسكافيِّ كتابٌ بعنوان (لُطْفُ التدبيرِ) وهو كتابٌ جمُّ الفائدةِ، أخَّاذٌ جذَّابٌ جلاَّبٌ، مؤدَّى الكلامِ فيه البحثُ عن السيادةِ والسعادةِ والرِّيادةِ، فإذا الاحتيالُ والمكرُ والدهاءُ، وضَرْبٌ من السياسةِ، وأفانينُ من الالتواءِ، فَعًَلها كثيرٌ من الملوكِ والرؤساءِ، والأدباءِ والشعراءِ، وبعضِ العلماءِ، كلُّهم يريدُ أنْ يهدأ وأنْ يرتاح، وأنْ يحصل على مطلوبهِ، حتى إنّهُ منْ عناوينِ هذا الكتابِ:
في لطفِ التدبيرِ، تسكيرُ شغْبٍ، وإصلاحُ نِفارٍ أو ذاتِ بيْن، ماذا يفعلُ المنهزمُ في مكائدِ الأعداءِ، مُكايَدَةُ صغيرٍ لكبيرٍ، في دفعِ مكروهٍ بقولٍ، في دفعِ مكروهٍ بمكروهٍ، في دفعِ مكروهٍ بلُطفٍ، في لُطفِ التدبيرِ في دفعِ مكروهٍ، في مُداراةِ سلطانٍ، في الانتقامِ منْ سالِب مُلكٍ، في الخلاصِ منْ نِقْمةٍ في الفتْكِ والاحترازِ منُه في إظهارِ أمرٍ لإخفاءِ غيرِه. إلى آخرِ تلك الأبوابِ.