وفي الحديثِ الصَّحيِحِ: ((لوْ أنَّ الدنيا تساوي عند اللهِ جناح بعوضةِ، ما سقى كافراً منها شربة ماءٍ)) . إنّ الدنيا عند اللهِ تعالى أهونُ من جناحِ البعوضةِ، وهذه حقيقةُ قيمتِها ووزنِها، فلِم الجزعُ والهلعُ عليها ومن أجلهِا؟!
السعادةُ: أنْ تشعر بالأمنِ على نفسِك ومستقبلك وأهلِك ومعيشتِك، وهي مجموعةٌ في الإيمانِ والرضا اللهِ وقضائهِ وقدرهِ، والقناعةُ: الصبرُ.
{بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} .
من النعيمِ الذي لا يدركُهُ إلاَّ الفطناءُ: نظرُ المسلمِ إلى الكافرِ، وتذكُّرُ نعمةِ اللهِ في الهدايةِ إلى دين الإسلامِ، وأنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يقدِّرْ لك أنْ تكون كهذا الكافرِ في كفرِه بربِّه وتمرُّدهِ عليهِ، وإلحادِه في آياتِه، وجحودِ صفاتِه، ومحاربتِه لمولاهُ وخالقِه ورازقِه، وتكذيبِه لرسلِه وكتبه، وعصيانِهِ أوامرهُ، ثم تذكَّرْ أنت أنَّك مسلمٌ موحِّدٌ، تؤمنُ باللهِ ورسولهِ واليومِ الآخرِ، وتؤدِّي الفرائض ولو على تقصيرٍ، فإنَّ هذا في حدِّ ذاته نعمةٌ لا تُقدَّر بثمن ولا تُباعُ بمالٍ، ولا تدورُ في الحسبانِ، وليس لها شبيهٌ في الأعيانِ: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ} .
حتى ذكر بعضُ المفسرين أنَّ مِنْ نعيمِ أهلِ الجنَّةِ نظُرهم إلى أهِل النارِ، فيشكرون ربَّهم على هذا النعيمِ: «وبضدِّها تتميزُ الأشياءُ» .