الأولى: أنَّ الفرج بعد الكربِ سنَّةٌ ماضيةٌ وقضيةٌ مُسلَّمةٌ، كاليحِ بعد الليلِ، لا شكَّ فيه ولا ريب.
الثانيةُ: أنَّ المكاره مع الغالبِ أجملُ عائدةً، وأرفعُ فائدةً للعبدِ في دينِهِ ودنياهُ من المحابِّ.
الثالةُ: أنَّ جالب النفعِ ودافع الضرِّ حقيقةٌ إنما هو الله جلَّ في علاه، واعلمْ أنّ ما أصابك لم يكنْ لِيخطِئك وما أخطأك لمْ يكنْ ليصيبك.
يقولُ ابنُ المباركِ العالمُ الشهير: قصيدةُ عديِّ بنِ زيدٍ أحبُّ غليَّ من قصرِ الأميرِ طاهرِ بنِ الحسينِ لو كان لي.
وهي القصيدةُ الذائعةُ الرائعةُ، ومنها:
أيُّها الشامتُ المُعيِّرُ بالدَّهْـ ... ـرِ أأنت المبرَّؤُ الموفورُ
أمْ لديك العهدُ الوثيقُ من الأيَّـ ... ـامِ بلْ أنت جاهلٌ مغرورُ
أيْ: يا من شمِت بمصائبِ الآخرين، هل عندك عهدٌ أنْ لا تصيبك أنت مصيبةٌ مثلُهم؟! أم هلْ منحتْك الأيامُ ميثاقاً لسلامتِك من الكوارثِ والمحنِ؟! فلماذا الشماتةُ إذنْ؟