التقاعُد. ينظر خلفه، وتلفحه رياح باردة، لقد فقد حياته التي ولَّت دون أن يعيش دقيقةً واحدة منها، ونحن نتعلَّم بعد فواتِ الأوانِ أنَّ الحياة تقعُ في كل دقيقة وكلِّ ساعة من يومنا الحاضرِ)) .
وكذلك المسوّفُون بالتوبة.
قال أحد السلف: ((أنذرتُكم (سوف) ، فغنها كلمةٌ كم منعت من خير وأخَّرت من صلاح)) .
{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} .
يقول الفيلسوف الفرنسي «مونتين» : ((كانت حياتي مليئة بالحظِّ السيئ الذي لم يرحمْ أبداً)) .
قلتُ: هؤلاء لم يعرفوا الحكمة من خلْقهم، على الرغم من ذكائهم ومعارفهم، لكن لم يهتدوا بهدي الله الذي بعث به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} . {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} .
يقول: «دانسي» : ((فكِّرْ إن هذا اليوم لن ينبثق ثانيةً)) .
قلتُ: وأجملُ منه وأكملُ حديث: ((صلِّ صلاةَ مودِّعٍ))
ومن جعل في خلدِهِ أن هذا اليوم الذي يعيشُ فيه آخرُ أيامِهِ، جدَّدَ توبته، وأحسن عمله، واجتهد في طاعِة ربِّهِ واتباعِ رسولِهِ - صلى الله عليه وسلم -.