قد يقول قائل: هذا من جهلهم، والناس أعداء لما يجهلون، وبعض الناس عنده ردة فعل من الأمور المحدثة، سواءً كانت تؤثر في أمور الدين أو لا تؤثر، نعم بعض الناس عنده وقفة لا يستعجل في الأمور، وهذه محمدة، مع أن أثر الطباعة لوحظ في تخلف العلم والتحصيل، وهذا شيء ظاهر، ولذا بعض شيوخ الأزهر قال: تمنع طباعة كتب العلم الشرعي، اطبعوا كتب الأدب والتاريخ وإن شئتم .. ، واللغة أيضاً، لكن كتب الحديث والتفسير والعقائد لا تطبعوها، من أجل إيش؟ من أجل أن يعتني الناس بالكتابة ويتداولون الكتب بحرص وعناية، وهذا أمر مشاهد، لما كانت الكتب قليلة والناس يحرصون على قراءتها واستعارتها ونسخها ويتداولونها، لكن لما كثرت،. . . . . . . . . ثم بعد ذلكم استسلم أهل العلم للأمر الواقع، فأجمعوا على جواز طباعة الكتب، استمر الأمر على ذلك عقود -بل قرون- ثم جاءت هذه الحواسيب، وهذه الآلات التي تيسر لك ما تريد وأنت جالس، بضغطة زر تحصل على جميع ما تريد، تبحث عن حديث تضغط زراً ويظهر لك جميع طرق الحديث، مائة طريق، خمسين طريق، سبعين طريق إلى آخره، لكن النتيجة؟ النتيجة هل يحفظ العلم بهذه الطريقة؟

لا يتخرج طالب علم بهذه الطريقة أبداً، العلم لا بد له من معاناة، تضغط زراً يخرج لك رواة هذا الخبر بجميع ما قيل فيه من جرح وتعديل، ثم ماذا؟ خلاص، يطفأ الكهرب ثم بعد ذلك ترجع عامي لا تحسن شيئاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015