الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
نقول: المتقدمون ليست لهم عناية بعد الأحاديث؛ هذه الأمور مفضولة عندهم، لا يولونها عناية، همهم الحفظ والفهم، فبدلاً من أن يجلس يعد أربعين ألف حديث أو ثلاثين ألف حديث يحفظ مائة حديث في هذه المدة، لكن المتأخرين خف عندهم العناية بالعلم من حيث الحفظ والفهم، اعتنوا بهذه الأشياء التي هي ثانوية بالنسبة للعلم الشرعي، بل ليست معدودة من العلم الشرعي، كونك تعد الأحاديث واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، عدد الأبواب، عدد .. ، أيش من نتيجة؟
وصل الحد عند المتأخرين -الترف العلمي- إلى أن جاء شخص وعد حروف بعض الكتب –الحروف- وهذا حصل لشخص من اليمن أشكل عليه القراءة في تفسير الجلالين، هل يُقرأ بطهارة، أو ما يحتاج إلى وضوء؛ لأن الحكم للغالب، فعد أحاديث التفسير، حروف التفسير وحروف القرآن، فقال: إلى المزمل العدد واحد، من المدثر إلى آخر القرآن زاد التفسير قليلاً، فانحلت عنده المشكلة، صار الغالب تفسيراً، صار يقرأ في تفسير الجلالين من غير طهارة، هل يعنى المتقدمون بمثل هذه الأمور؟ أبداً، ما يهمه إنه يشوف الكتاب مجلد كبير، فيه ألف حديث ألفين حديث. . . . . . . . . وبعدين، نعم، العوام يقولون. . . . . . . . .، نعم، وأيش هو ما يضير يعني، المهم أنه كتاب محفوظ بين الدفتين ما يحتاج إلى أن نعده، وبدلاً من أن تعد واحد اثنين ثلاثة تأخذ لك يوم، احفظ لك كمية من الأحاديث، هذه عنايتهم.
المقصود أن المسند من أهم كتب السنة وأجمعها، وهو مرتب على المسانيد، والمسند في عرف أهل العلم الكتاب الذي يرتب على ترتيب الرواة من الصحابة، على ترتيب الرواة من الصحابة، مثل مسند أحاديث أبي بكر الصديق، أحاديث عمر، أحاديث عثمان، أحاديث علي، وهكذا إلى آخر العشرة، إلى آخر البدريين، إلى آخر كذا، كل له طريقة في ترتيبه، لكن يجمع أحاديث الصحابي الواحد تحت ترجمته.
ولكونه يجمع أحاديث الراوي من غير تمييز جاءت رتبة المسانيد دون رتبة السنن، لماذا؟