على كل حال موطأ الإمام مالك كتاب نفيس وموجود، ومختصر، وله روايات كثيرة من أهمها وأشهرها رواية يحيى بن يحيى الليثي، هذه أشهر الروايات، وعليها أكثر الشروح، عليها شروح ابن عبد البر التمهيد والاستذكار، وعليها أيضاً: شرح الباجي، المسمى أيش؟ المنتقى، وهو كتاب نفيس، إضافة إلى كتب ابن عبد البر، يعتنى بها لفهم الموطأ.
هناك رواية أبي مصعب الزهري، وهي من أوفى الروايات وأتمها، وهناك رواية محمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة للموطأ، وتأتي أهميتها من إمامة راويها وإدخاله بعض ما ينصر مذهب أبي حنيفة في أحاديث الموطأ.
الراوي له دور في الكتاب، والذي لا يعرف طرائق المتقدمين في التصنيف يشكك في ثبوت هذه الكتب، موطأ الإمام مالك: تأتي إلى موطأ الإمام مالك مستفيض استفاضة أشهر من كل شهير، تأتي إليه فتجده يقول: حدثنا يحيى بن يحيى كيف؟ يحيى بن يحيى هو الراوي عن مالك، حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، والموطأ لمن؟ لمن الموطأ؟ للإمام مالك، فكيف يقال في الكتاب: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك؟
وقل مثل ذلك في كتب المتقدمين كلهم، كتب الشافعي، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي، المسند، مسند الإمام أحمد، حدثنا عبد الله، قال حدثني أبي، كيف يكون للإمام أحمد، والراوي داخل في الكتاب؟
إذن المؤلف من دون عبد الله، هذا إذا عاملنا هذه الكتب بمثل ما نعامل به كتب المتأخرين الذين يتولون التأليف بأيديهم، ولجهل بعض الكتاب المعاصرين بطريقة المتقدمين في التصنيف ألف كتاب حول الأم للإمام الشافعي إصلاح أشنع خطأ في تاريخ التشريع الإسلامي الأم ليست للإمام الشافعي!
إجماع، إجماع أن الأم للإمام الشافعي، ما الذي أوقعه في هذا؟ جهله، ومع الأسف أن من يكتب مثل هذه الكتابة هو شخص لا يمت إلى العلم بصلة، بل لا يمت إلى الاستقامة فضلاً عن العلم الشرعي والله المستعان.