غريب الحديث شرح المشكل من الألفاظ، ومشكل الحديث واختلاف الحديث في التعارض الظاهر، وغريب الحديث فيما يشكل ويصعب فهمه من الألفاظ، والغريب من الحديث ما يتفرد به راو واحد، هذا في المتن، وذاك في الإسناد.
من أهم ما كتب في غريب الحديث (غريب الحديث) لأبي عبيد القاسم بن سلام، وهو إمام في هذا الباب، وأيضاً غريب الحديث لابن قتيبة, والفائق للزمخشري، وهو إمام في العربية، وإن كانت البدعة أثرت على بعض كتبه.
أيضاً ابن الأثير، كتاب النهاية كتاب جامع بين كتب من تقدم، كتب الغريب في الحقيقة كثيرة جداً، لكن هذه من أهمها لأبي عبيد، وابن قتيبة، والزمخشري، وابن الأثير، يعني من أراد أن يقتصر على كتاب واحد لضيق ذات اليد أو ضيق المكان أو ما أشبه ذلك (النهاية) لابن الأثير، ولها ملخص اسمه الدر (الدر النثير) للسيوطي.
طالب العلم أيضاً عليه أن يطلع على كتب الموضوعات وهي المكذوبة المختلقة على النبي -عليه الصلاة والسلام- لئلا يروج بعضها عليه، وكانت عناية المتقدمين بها فائقة، فالبخاري -رحمه الله تعالى- يحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح، فمعرفة مثل هذه الأمور لئلا يغتر بها الناس.
كتب الموضوعات مثل (الموضوعات) لابن الجوزي على تساهل في شرطه حيث أدخل بعض الأحاديث التي لا تصل إلى درجة الوضع، أحاديث ضعيفة كثيرة دخلت في الكتاب لا تصل إلى درجة الوضع، بل أحاديث حسنة، بل صحيحة؛ لكنها قليلة، يقول الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:
وأكثر الجامع فيه إذ خرجْ ... لمطلق الضعف عنى أبا الفرجْ
يعني ابن الجوزي.
(اللآلئ المصنوعة) مأخوذ من موضوعات ابن الجوزي وغيره، وهو أقرب منه إلى الدقة في الحكم على الحديث بالضعف (الأسرار المرفوعة) للملا علي القاري، (الفوائد المجموعة) للشوكاني، المقصود أن هذا الموضوع صنف فيه كثيراً، وعلى طالب العلم أن يعنى به.