المسند عليه حواشي للشيخ أحمد شاكر، نافعة يفيد منها طالب العلم، وأغلبها في الروايات، يعني في الجرح والتعديل للرواة، وإن أظهر تساهل -رحمه الله- وصحح بعض الأسانيد التي لا تصل إلى درجة الصحة، على طالب العلم أن يعنى بكتب أحاديث الأحكام، ومن أهمها العمدة، والمحرر والبلوغ والمنتقى، والإلمام، وغيرها من الكتب التي ألفها أهل العلم للتقريب، لتقريب هذه الأحاديث لطلاب العلم، ولذا جردوها عن الأسانيد، وأتبعوها بأحكام مختصرة، وعزو مختصر، وأحكام مختصرة تناسب الحفظ.

وهذه الكتب كلها مشروحة، العمدة لها شروح كثيرة جداً، المحرر يعني عناية الناس به أقل من البلوغ، وإن كان عندي أنفس وأتقن، البلوغ عني به الناس ودرسوه وشرحوه، وله شروح كثيرة متداولة.

المنتقى أيضاً عني به الناس وشرحوه، مع كثرة أحاديثه، والإلمام لابن دقيق العيد شرحه مؤلفه في كتاب من أعظم كتب شروح كتب أحاديث الأحكام، اسمه (شرح الإلمام) ولابن دقيق العيد كتاب أيضاً كتاب آخر اسمه (الإمام) بين فيه علل الأحاديث، وطول فيه جداً.

ينبغي لطالب العلم المتقدم لا أقول: المبتدئ أن يعنى بكتب العلل، كعلل علي ابن المديني، وابن أبي حاتم والدارقطني، وعلل الترمذي الكبرى والصغرى، ويراجع ما كتب عليها من تنبيهات وشروح وتخاريج، ويفيد منها ويسأل عما يشكل عليه، وأيضاً يعنى بكتب مشكل الحديث؛ لأنه يوجد إشكالات في الأحاديث تحلها هذه الكتب، كتب المشكل، ويراد بمشكل الحديث هو: اختلاف الحديث، ومختلف الحديث يراد به التعارض بين الأحاديث، فهذه الكتب هي التي بها يحل هذا التعارض، والتعارض إنما هو في الظاهر، فلا يوجد حديثان صحيحان متعارضان تعارض حقيقي؛ لأنه كلام من لا ينطق عن الهوى، لا يوجد تعارض وتناقض في كلامه -عليه الصلاة والسلام-؛ لكن فيما يظهر ويبدو للقارئ، ثم بعد ذلك كتب اختلاف الحديث تزيل هذا الإشكال.

عليه أيضاً أن يعنى بكتب غريب الحديث التي هي بمثابة شرح ما يشكل من ألفاظ الأحاديث النبوية، وغريب الحديث غير الغريب من الأحاديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015