السادس: سادس الكتب على قول هو سنن الدارمي، وهو كتاب نافع وماتع، وفيه أحاديث، وفيه عوالي كثيرة، يتقدم مؤلفه, وهو شيخ لأصحاب الكتب، فيه عوالي، والعوالي يعنى بها أهل العلم، وفيه زوائد أيضاً، إلا أن زوائد ابن ماجه أكثر، ولذا صارت العناية به أكثر، لا أعرف له شرحاً عند المتقدمين إلا أنه خرج له شرح متأخر جداً، ولا يسلم من ملاحظات كبيرة، خرج له شرح لا يسلم من ملاحظات هذا الشرح.
هناك أيضاً الكتب التي رتبت على الأبواب، وتأتي بعد السنن والصحاح، كصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، ومستدرك الحاكم، وسنن البيهقي، ومنتقى ابن الجارود، هذه كتب مهمة لطالب العلم، ينبغي أن يعنى بها، لا سيما سنن البيهقي، الذي جمع، فهو بحر محيط، يحتاجه الفقيه، ولا يستغني عنه طالب العلم، ففيه أدلة المذاهب كلها، وإن كان نفس البيهقي شافعي، وتراجمه تؤيد في الغالب مذهب إمامه؛ لكنه يذكر في الباب كل ما يقف عليه، وهو كتاب عظيم، فإذا ضم كتاب البيهقي إلى الكتب الستة، وأفيد من الكتب التي ذكرت صحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم ومنتقى ابن الجارود والدارمي، يكون طالب العلم حينئذ أنهى الكتب المبوبة، أنهى ما يحتاج إليه من الكتب المبوبة، والكتب المبوبة التي رتبت على الأبواب يقدمها أهل العلم على المسانيد، مهما جلت جلالة صاحب المسند كمسند أحمد، ولذا يقول الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:
ودونها في رتبة- يعني السنن-.
ودونها في رتبة ما جُعلا ... على المسانيد فيدعى الجفلا