الإمام ابن عبد البر عني بشرح الأحاديث المرفوعة في هذا الكتاب، وأبدع في كتابه، وكمله بكتاب آخر، أسماه كتاب (الاستذكار في بيان مذاهب فقهاء الأمصار) يعني من خلال الموطأ، شرح فيه الأحاديث المرفوعة والموقوفات، وأشار إلى أقوال مالك، وأقوال غيره من أهل العلم، فالاستذكار جاء تكميلاً للتمهيد الذي هو لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، معاني وأسانيد، هذا التمهيد، هذه الصفة الغالبة، وفيه كلام على فقه الحديث كثير؛ لكن الكلام على الأحكام في الاستذكار أظهر، وهما كتابان متكاملان، يعني لو جمع بينهما، المحقق للاستذكار نقل بعض النقول مما يحتاج إليه من التمهيد، فطال الكتاب جداً، بحيث خرج في ثلاثين جزاءً الاستذكار، وهو أقصر من التمهيد.
من أهم شروح الموطأ أيضا: (المنتقى) لأبي الوليد الباجي، وهو من كبار المالكية، يفيد منه طالب العلم فائدة كبيرة، من شروحه أيضاً: شرح للزرقاني، أيضاً كتاب نافع مفيد، وكتاب مختصر جداً للسيوطي اسمه (تنوير الحوالك).
ولي الله الدهلوي نظر إلى الموطأ فوجد فيه أقوال مالك، وأضاف إليه أقوال أبي حنيفة والشافعي، فجاء شرحه المختصر جداً جامع للمذاهب الثلاثة، تولينا شرح (المسوى) مدةً، أضفنا إليه مذهب الإمام أحمد.
المقدم: ولم يكتمل عملكم يا شيخ؟
لا ما اكتمل، نسأل الله أن ييسر، المشاريع كثيرة.
هناك أيضاً شرح مطول طبع في ستة مجلدات في الهند، ثم طبع في خمسة عشر جزءاً اسمه (أوجز المسالك) هذا الكتاب مع أن مؤلفه متأخر إلا أن جودته تظهر في رجوع المؤلف إلى كتب أصحاب المذاهب، يعني لو جئنا إلى الشروح مثل فتح الباري أو عمدة القاري أو غيرها من الشروح، أو كتب التفسير التي قد تنقل أقوال الفقهاء مثلاً تجدهم ينقولون عن من ينقل المذهب، فلا تثق بهذا النقل لا من جهة الخلل في أمانة المؤلفين، لا، لكن قد ينقل رواية غير معروفة في المذهب، رواية عن الإمام غير معتبرة في المذهب يعني مرجوحة تعرف أن المذاهب فيها روايات، تعرف أن الشافعي له أقوال، وأحمد عنده روايات، وهكذا، فهذا الكتاب عني بهذا عناية طيبة، فصار ينقل المذاهب من كتب أصحاب المذاهب، فهذه فائدته، وهو كتاب موسع في خمسة عشر جزءاً.