أيضاً هناك (تحفة الأحوذي) للمباركفوري، تحفة الأحوذي كثير من طلاب العلم ممن لا يُعنى بجمع كل ما كتب حول هذه الكتب، يقول: إذا أردت أن أقتني واحد، أقتني عارضة الأحوذي أم تحفة الأحوذي؟ نقول: تقتني تحفة الأحوذي؛ لأنه وفَّى بعناصر الشرح المطلوبة، ابن العربي قد تجد حديث ما شرح، قد تجد حديث شرحه مبتور، قد يكون مرد هذا إلى النسخة التي اعتمد عليها وسوء الطباعة، لكن على الوضع القائم تحفة الأحوذي أفضل بكثير، ويعنى أيضاً المباركفوري بتخريج الأحاديث التي أشار إليها الترمذي بقوله: "وفي الباب".

هناك أيضاً من مختصرات السيوطي على هذه الكتب يعني شروح مختصرة جداً (قوت المغتدي على جامع الترمذي) والمختصر الذي أشرنا إليه سابقاً (نفع قوت المغتدي).

أيضاً تعليقات الشيخ أحمد شاكر على جامع الترمذي، لا يستغني عنها طالب علم، وهي أيضاً منهج لتحقيق الكتب.

المقدم: طبعت على نفس السنن؟

مجلدين جامع الترمذي بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، يستفيد منها طالب العلم في التصحيح، يستفيد منها أيضاً منهجية التحقيق، نعم قد نختلف مع الشيخ أحمد -رحمة الله عليه- في توثيق بعض الرواة وتضعيفهم، وثق في تعليقاته أكثر من عشرين راوي جماهير أهل العلم على تضعيفهم، نختلف معه في هذا؛ لكن لا يعني إننا لا نفيد منه، الشيخ مدرسة في التحقيق، وتحقيقه لرسالة الإمام الشافعي ينبغي أن يدرس في قاعات البحث في الدراسات العليا ليحتذى، يعني إبداع، نعم عندنا نسخة مخطوطة من الرسالة للإمام الشافعي فيها زوائد على ما ذكره، مما وقف عليه من النسخ؛ لكن يبقى أنه إمام في هذا الباب، في باب التحقيق العلمي الدقيق.

نأتي إلى سنن أبي عبد الرحمن النسائي، ورغم أهميته، وما فيه من كم من أحاديث الأحكام، وما فيه من علل يشير إليها في تراجم الأبواب، إلا أنه بحاجة ماسة إلى شرح متكامل يعنى بالرجال والمتون والتصحيح والتضعيف، ويعنى بالدرجة الأولى بهذه التراجم التي هي علل، ويقيني أن هذه العلل التي أشار إليها في هذه التراجم هي العائق في شرح الكتاب، هناك شروح مختصرة للسيوطي (زهر الربى على المجتبى) وحاشية للسندي، فيها إعواز كبير، يعني ما تفي بالغرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015