صنم، سماه صنم، أو طاغوت، سماه طاغوت، هذا يختلف تماماً عن نفس ابن القيم (أخبار النسب) نسب لابن القيم وليس لابن القيم، المقصود أن هناك كتب نسبت إلى غير مؤلفيها، كتب لمؤلفيها سميت بأسماء كتب أخرى، لا بد من التثبت، التثبت لا بد منه؛ لكن الزيادة التي تطغى على المقاصد هذه لا شك أنها مهمة؛ لكنها تطغى على المقاصد، تعوق دون تحصيل الفائدة، وتشغل حيز كبير من الكتاب، ومجرد ما تثبت نسبة الكتاب إلى مؤلفه بالطرق المتبعة عند أهل العلم يكفي.
المقدم: جامع الترمذي نعود إليه يا شيخ.
جامع أبي عيسى الترمذي من الجوامع المعروفة المشهورة عند أهل العلم، عني به العلماء قديماً وحديثاً، له شروح كثيرة منها: (النفح الشذي) أو قبله (عارضة الأحوذي) لابن العربي المالكي، عارضة الأحوذي هذا كتاب جيد متوسط الحجم لأبي بكر ابن العربي المالكي، يعنى بالمسائل الفقهية وإن كان لا يغفل بعض الكلام اليسير، المختصر على لطائف الإسناد، وما أشبه ذلك، لكن سوء الطباعة، سوء طباعة الكتاب حال دون الإفادة منه، طبع بمطبعة الصاوي والتازي طباعات سيئة للغاية، وعندنا في نسختنا، يعني التصويب أكثر من الكتاب، فيه إسقاط أحاديث وشروح، فيه إدخال كلام ليس لابن العربي، فيه إقحام لكلام ليس للترمذي، الشيخ أحمد شاكر لما أرادوا طباعة الكتاب استعار نسخته من جامع الترمذي، الشيخ أحمد شاكر له تعليقات على نسخته، أدخلوا فيه جملة من الأحاديث أدخلوها في الكتاب، ومن هذا تعرف قيمة هذه الطبعة، الكتاب لو يبحث عن نسخ له، يعني عارضة الأحوذي يبحث عن نسخ له ويحقق ويخرج على مراد المؤلف، ويعلق على ما فيه من مخالفات عقدية يسيرة، لكان الكتاب يسد ثغرة، وإن كان لا يفي بالغرض التام، لكنه نافع فيه فوائد ولطائف لابن العربي، لا توجد عند غيره.
هناك أيضاً كتاب اسمه (النفح الشذي) لابن سيد الناس، وهذا من أنفع الشروح وأمتعه وأنفسه، هذا الكتاب لم يكمله ابن سيد الناس أكمله الحافظ العراقي، سعى في إكماله، ولابنه أبي زرعة تكملة، والسخاوي له تكملة، المقصود أن هذا الكتاب أبدع فيه ابن سيد الناس، وأيضاً لا يقل دونه إبداع الحافظ العراقي.
المقدم: أكمله بنفس الاسم؟