سنن أبي داود ثالث الكتب الأكثر، سنن أبي داود لسليمان بن الأشعث السجستاني أيضاً عني به أهل العلم حتى قالوا: إنه يكفي المجتهد يكفي المجتهد في أحاديث الأحكام، نعم هو يكاد يكون فيه أحاديث الأحكام، وفي أربعة آلاف وثمانمائة حديث في أحاديث الأحكام، وهي أصح ما وقف عليه أبو داود، وإن ذكر في رسالته لأهل مكة أنه ذكر الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما فيه من ضعف أو وهن شديد بينه، على كل حال كتاب لا يستغني عنه طالب علم، قلنا: إن العناية ينبغي أن تكون في الصحيحين ثم في السنن، الدهلوي له نظر آخر يقول: ينبغي أن يبدأ طالب العلم بسنن أبي داود والترمذي؛ لأن الفائدة منهما أقرب من الفائدة في الصحيحين يعني صحيح البخاري مستواه رفيع، ليس مثل سنن أبي داود فائدته قريبة، أو سنن الترمذي وإن كان في الترمذي إشارات وأشياء تحتاج إلى عناية، الدهلوي يقول: "ينبغي أن يعنى طالب العلم في البداية بسنن أبي داود والترمذي، ثم في البخاري ومسلم، ثم للنسائي وابن ماجه على هذا الترتيب" وإن كانت الأولوية عند أهل العلم البخاري ثم مسلم ثم أبي داود ثم الترمذي ثم النسائي ثم ابن ماجه.
أقول: سنن أبي داوود بهذه المثابة هو ثالث كتب عند الأكثر، عني به أهل العلم، فمن أول من شرحه أبو سليمان الخطابي في كتاب أسماه (معالم السنن) وهذا الكتاب على أنه مختصر إلا أنه شرح مبارك، فيه فوائد وطرائف ولطائف وأشياء يحتاجها طالب العلم، ولا يستغني عنها من يعنى بسنن أبي داود.
المقدم: نفس شارح البخاري؟
نعم.
المقدم: لكن أعلام السنن، وهنا معالم السنن؟
نعم لكنه ذكرنا أنه طبع تبعاً لأكثر من نسخ ليس من أعلام الحديث، معالم السنن لأبي سليمان الخطابي طبع في حلب الطبعة الأولى في أربعة أجزاء، ثم طبع بعناية الشيخ أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي في ثمانية أجزاء، مع المختصر للمنذري ومع التهذيب لابن القيم، فالمعالم على اختصاره كتاب ينبغي أن يعنى به طالب العلم.