كاملاً، والكتاب مثل ما ذكرنا كتاب نفيس، هناك أيضاً فتح الملهم لشرح صحيح مسلم لشبير أحمد العثماني هندي متأخر، من علماء الهند، لكنه لم يكمله، هو أطال فيه النفس، فيه طرائف وفوائد واستطرادات، وأشياء مفيدة تفيد طالب العلم، لا سيما بالنسبة لمسلم؛ لأن مسلم مثل ما ذكرنا هذه الشروح كلها لو صيغت في شرح واحد ما تعدى فتح الباري كلها، ولذا لو انبرى بارع للتنكيت على شرح النووي، يعني على صحيح مسلم وشرحه النووي، ويذكر في مؤلفات أن الحافظ ابن حجر أن له نكت على شرح النووي، والنكت يعني توضح الإشكالات، وتذكر ما أغفله صاحب الكتاب، وتناقشه في بعض قريباً من الحواشي، إلا أن الحواشي تعرض كل شيء، بينما النكت تعنى بالمهمات، فتح الملهم هذا طبعت مقدمته في ثلاث مجلدات كبار، ثم أكمل في ستة مجلدات أخرى، أقول: لا يزال الإعواز في صحيح مسلم قائم، فلو اعتنى طالب علم متمكن بشرح صحيح مسلم من كل وجه، نظير شروح البخاري، أو أقل الأحوال بالتنكيت على أحد هذه الشروح، وذكر ما أهمل، أحياناً في صحيح مسلم يرد إشكالات كثيرة، قال: أبو أحمد، أبو أحمد.

المقدم: يقوله الإمام النووي؟

لا، لا، ما هو النووي، في المتن.

المقدم: في متن مسلم؟!

تجد تبحث عن أبو أحمد من أبو أحمد؟ إيش هذا؟! كثير من طلاب العلم لا يصل إليه؛ لأنه لا يشير إليه الشراح أبو أحمد الجلودي راوي الصحيح، راوي الصحيح ثم بعد ذلك يسوق الخبر أو بعض الإسناد من غير طريق مسلم؛ لأن مباشرة يقول: قال أبو أحمد، تذهب إلى كتب رجال الكتب الستة فما تجد، فمثل هذه الأمور وغيرها مما اشتمل عليها الصحيح من تنبيهات ولطائف وعلل، يشير إليها الإمام مسلم، وفوائد اصطلاحية لسياق المتون والأسانيد، شيء ما يخطر على البال، يعني لو اعتنى به بارع، وتصدى له وتفرغ له، يعني يطلع عمل جليل، عندنا بعض المقيدات في هذا الباب، لكن نسأل الله -جلا وعلا- أن يعين على الإتمام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015