على الأحاديث ترتيب الإمام البخاري، لكن شرح كل حديث يرتبه، يبدأ بالمناسبة، ثم الرواة، ثم اللغة، ثم المعاني، ثم البيان والبديع، والأسئلة، المقصود ترتيبه بديع، وهذا في ربع الكتاب الأول، أما في الربع الثاني فأقل، والنصف الأخير مختصر جداً، وهذا كتاب في الجملة نافع يعني بترتيبه، لا تتعب في البحث عما تريده مع طول الكتاب، الكتاب مطبوع في تركيا في أحد عشر مجلد كبار، ثم طبع في المطبعة المنيرية في خمسة وعشرين جزءاً، ثم طبع بعد ذلك في مطبعة الحلبي في عشرين، والطبعة المنيرية نفيسة، المطبعة التركية جيدة في الجملة؛ لكن التعامل معها فيه شيء من الصعوبة لتداخل المباحث، أما المنيرية فصل المباحث بعضها عن بعض، فصلوها وحرفهم في الغالب جميل، ترتيبهم بديع في الطباعة.
شرح العيني هذا اعتمد على الشروح المتقدمة، حيث كانت مقدمته مأخوذة بحروفها من مقدمة النووي على البخاري، يعني في حدود أحد عشرة أو اثني عشر صفحة بحروفها من شرح البخاري للنووي، القطعة التي شرحها، هو شرح بدء الوحي والإيمان فقط، وهذه القطعة طبعت في المطبعة المنيرية، مع مجموعة أسموها (شروح البخاري للنووي والقسطلاني وصديق لبدء الوحي والإيمان من صحيح البخاري).
هذه المقدمة استلها العيني من شرح النووي، ثم بعد ذلك أخذ يشرح الأحاديث، ويفيض في الشرح، وينقل عن الحافظ بن حجر كثيراً؛ لكنه لا يسميه، بل يبهمه فيقول: قال بعضهم، ثم يتعقبه كثيراً أحياناً ...
المقدم: وهو معاصر له يا شيخ؟
إيه هو من الأقران، إذا انتهى مجلد من شرح الحافظ ابن حجر استعير بعلم الحافظ ابن حجر للعيني، واطلع عليه، ونقل منه الصفحة والصفحتين، فتصدر للرد عليه، وبينهما ما بين الأقران من المنافسة، وهناك كتاب في الباب اسمه (مبتكرات اللآليء والدرر في المحاكمة بين العيني وابن حجر) أيضاً ابن حجر له كتاب (انتقاض الاعتراض) يذكر كلامه، ثم يذكر كلام العيني وتعقبه عليه، ثم ينقضه، وأجاب عن كثير من الإشكالات التي أوردها العيني، والتعقبات؛ لكنه أبقى أشياء بيض لها ولم يتيسر له إكمالها، و (مبتكرات اللآليء والدرر) فيه محاكمات كثيرة بين الشيخين بإنصاف.
المقدم: ولمن هي؟