طبعة ثانية وهي للشيخ طارق عوض الله، هذا من خيار طلاب العلم؛ من المجودين؛ لكن لا يوجد له أثر في هذا الكتاب إلا النشر، يعني لو أتحفنا بشيء من علمه في تعليقاته على هذا الكتاب فيفيد طالب العلم؛ لأن له عناية بالرواية، وله عناية بعلل الحديث، وسبق أن نشر جامع العلوم والحكم، ومثله نشره أيضاً لسبل السلام، يعني بتصحيح الكتاب؛ لكن لمساته والتعليقات التي تفيد طالب العلم ليست على مستوى علمه الذي نعرفه عنه، أنا قابلته شخصياً، عرفته من قرب، وهو من خيار من يتصدى لنشر الكتب في العصر الحديث، على كل حال أنا عنايتي بتحقيق الثمانية لأنها خرجت أولاً، فوقعت موقعها وقرأتها، وراجعت طبعة الشيخ طارق جيدة في الجملة.
هناك أيضاً شرح الكرماني اسمه (الكواكب الدراري) وهذا الشرح شرح ماتع نفيس، فيه فوائد كثيرة جداً، وفيه لطائف وطرائف كثير، منها يتعلق بتراجم الرواة، فيذكر في ترجمة الراوي أطرف ما يذكر من أخباره، لينشط القاريء، على أوهام في الكتاب؛ لأنه يقول: أنه أخذ علم هذا الكتاب من الكتب، ومعروف أن الذي علمه من كتبه ليس علمه كمن زاحم أهل العلم، وهنا أبيات ذكرها بعضهم:
يظن الغمر أن الكتب تهدى ... أخا فهم لإدراك العلومِ
وما يدري الجهول بأن فيها ... غوامض حيرت عقل الفهيمِ
إذا رمت العلوم بغير شيخ ... ضللت عن الطريق المستقيمِ
وتلتبس الأمور عليك حتى ... تكون أضل من توم الحكيمِ
وقالوا عن ابن حزم: أنه أخذ علمه من الكتب، ولذا خف عنده الأدب بالنسبة لأهل العلم كما ينبغي، وإلا فالرجل من أهل العلم معروف، على ما عنده من خلل في العقيدة، ولسانه أرسله في بعض أفاضل هذه الأمة وخيارها، وعلى كل حال هذه من عيوبه، فيقول أهل العلم: أن وضعه الاجتماعي أيضاً بين وزارة وبين تضييق وإهانة وإحراق كتب، بعد الأبهة، وعلى كل حال، له وعليه ابن حزم، وليس هذا مجال بسط مثل هذا الكلام.
(الكواكب الدراري) هذا من أولى ما يبتدئ به طالب العلم القراءة؛ لأنه يحث الطالب، ويحفزه على القراءة، أولاً: الكتاب ليس بطويل طويلاً مملاً ..
المقدم: أربع مجلدات دار الغرباء تقول يا شيخ أو غيرها؟
أيوه.
المقدم: الكواكب الدراري طبع في كم يا شيخ؟