أيضاً طبع محققاً تحقيقاً أقل من مستوى هذا الذي أشرنا إليه، وهو لأحد الأمراء من آل سعود، طبع في جامعة أم القرى، هذا التحقيق رسالة علمية، هناك طبعة قبل هذه الرسالة في المغرب في مجلدين؛ لكنها نادرة، هذه الطبعة نادرة جداً، يمكن الاستفادة من شرح الخطابي؛ لأن الشراح ينقلون عنه كثيراً، وإن كانت زبده أودعت في الشروح التي جاءت بعده، يعني إذا كان الطالب يعنى بالجمع فمن خير ما يقتنى هذا الكتاب، وإن كان أراد الاكتفاء فيكتفي عنه بغيره من الشروح التي تليه.

هناك أيضاً شرح الحافظ بن رجب -رحمه الله تعالى- واسمه (فتح الباري) وابن رجب -رحمه الله تعالى- كعادته يشرح السنة بالسنة، فيشرح السنة بأقوال الصحابة والتابعين، وسلف هذه الأمة، المقصود أن هذا الشرح فيه نفس السلف الصالح، عمدته كلام السلف، وهذه ميزة الحافظ ابن رجب، ويعنى بها عناية فائقة يمتاز بها عن غيره في جميع مؤلفاته.

المقدم: ومطبوع الكتاب؟

مطبوع مرتين، وعلى كل حال الكتاب ليس بكامل، فيه خروم كثيرة، هو أولاً إلى كتاب الجنائز في الجملة، وفي ما وجد منه خروم كبيرة جداً، يعني بين حديث النعمان بن بشير في كتاب الإيمان في الشبهات إلى الحديث الذي يليه في الطهارة، أكثر من مائتي حديث مخروم، وكم في شرح هذه الأحاديث من علم عظيم من علم السلف؟! فالحافظ بن رجب -رحمه الله تعالى- يعنى بعلم السلف، وبأقوال السلف، وينكب جانباً عن أقوال المتأخرين واصطلاحاتهم، من طالع هذا الكتاب، وطالع أيضاً شرح الأربعين له، عرف قدر هذا الرجل، وله رسالة في الباب اسمها: (فضل علم السلف على الخلف) رسالة نفيسة، لا يستغني عنها طالب علم، رسالة في غاية الجودة، الكتاب مطبوع مرتين إحداهما: بتحقيق ثمانية أصدرتها دار الغرباء، طبعة جيدة في الجملة، فيها مقابلة نسخ، وفيها تعليقات، وفيها ترقيم، طبعة جيدة، أنا قرأتها كلها، الملاحظات عليها يسيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015