الأمر الثاني: ما يتوقف على معرفة الإعراب من فهم للمعنى، اللسان يحتاجه الخطيب، يحتاجه المعلم، يحتاجه من يقرأ على الشيوخ الدروس، كثيرة الخطاء حقيقة السامع حين يسمع الخطيب وهو يحلن ينصرف الذهن ينزعج وينصرف، لا سيما إذا كان عنده ذوق؛ لأنه قد لا يستفيد من الخطبة كلها بسبب اللحن، فجدير بالخطيب أن يعنى بهذا أشد العناية، أيضاً فهم الكلام متوقف على إعرابه، يعني إذا لم تعرف الفاعل من المفعول، من الضارب ومن المضروب، فهمت الكلام ما في فائدة، قد يتغير الحكم بتغير الإعراب.
أيضاً أهل العلم في حديث ((ذكاةُ الجنينِ ذكاةُ أمه)) هذا حكم، ويرويه بعضهم ((ذكاةُ الجنين ذكاةَ أمه)) يختلف الحكم رأساً على عقب، إذا قلنا: أن (ذكاةُ الجنين ذكاةُ أمه) يعني هي ذكاة أمه ما يحتاج إلى تذكية، لكن إذا قلنا: ((ذكاةُ الجنين ذكاةَ أمه)) قلنا: منصوب على نزع الخافض، والتقدير كذكاة أمه، إذاً لا بد أن يذكى مثل أمه، يختلف المعنى.