فالعربية أهميتها لطالب العلم لا تخفى على أحد؛ لكن الذي يقلق كثير من طلاب العلم، أنه قد يعاني العربية، ويبدأ بها بالتدريج يقرأ على الجادة متى؟ إذا نبه لذلك، واحتاج إليها بعد أن تقدم به السن، وأخذ قسطاً من العلم فمثل هذا تجده يتقن القواعد ويعرف ويفهم المعنى من خلال هذه القواعد، لكن يشكل عليه لسانه، قد يلحن كثيراً وهو يعرف القواعد؛ لأنه ما مرن لسانه من الصغر على النطق الصحيح، نقول: يا أخي لا تقلق أنت على خير كثير، أنت الآن تفهم المعنى، يعني ما يلزم تكون خطيب، وإذا أخطأت تستدرك، بإمكانك تستدرك؛ لكن أنت أدركت إحدى الفائدتين، وهي أهمهما، أنت إذا كان لسانك يسبقك إلى اللحن، فتدرك المعنى الآخر، تدرك أن هذا فاعل وهذا مفعول، وهذا مفعول لأجله، الذي يتضح به المعنى، فلا يقلق مثل هذا، فيلاحظ على كثير من المتعلمين رغم اهتمامهم بالعربية لا سيما الاهتمام المتأخر، اللحن الفاحش رغم معرفتهم للقواعد العربية؛ لأنهم لم يطبقوا ما تعلموه في الصغر، ولذا تجد في بعض المتون، بعض المتون الصغيرة التي ألفت للمبتدئين كالأزهرية مثلاً فيها تمرين على إعراب قصار السور، لذا نلفت نظر السامع إلى اهتمامه بإعراب القرآن، يعني انتهى من الأجرومية مثلاً، حفظ الأجرومية وسمع الشروح، يعرب الفاتحة يطبق، يعربها بمفرده، ثم بعد ذلك يعرض إعرابه هذا على كتب إعراب القرآن، إن وجد إعرابه صحيح مائة بالمائة يكون خلاص أتقن، إذا وجد خطأ يصحح، ثم لن يرجع إلى الخطأ مرة ثانية، ثم ينتقل بعدها إلى البقرة وهكذا، وبهذا يفهم القرآن ويعينه هذا على التدبر وفهم القرآن، وأيضاً لأن فهم الكلام مبني على معرفة مواقع الكلمات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015