نحو صرف عروض ثم قافية ... وبعدها لغة قرض وإنشاءُ

خط بيان معان مع محاضرة ... والاشتقاق لها الآداب أسماءُ

اثنا عشر، الفقهاء يؤكدون على والعلماء عموماً ومن ألف في أدب الطلب يؤكدون على معرفة هذه العلوم كلها، يعني لا يليق بطالب علم أن يكون جاهلاً بالنحو أو بالصرف أو بالعروض حتى، لأنه لا ينبغي لطالب العلم ألا يعرف العروض، لماذا؟ لأنه قد ينظر عليه في فنه الذي يعانيه أبيات، الفقهاء كثيراً ما يضبطون القواعد والضوابط والشروط والأركان بأبيات شعرية، فإذا كان لا يعرف العربية ولا القافية، فلو جاءه بيت مكسر مثلاً!

أيضاً الكتب والمتون التي اعتمدت في الفنون كثير منها نظم، وبعض الناس يقرأها ويؤدي على أساس أنها نثر، وأذكر مرة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- هذا أول ما بدأ التدريس سنة خمسة وتسعين، بعد عودته من المدينة، مر علينا بيت في أحد الكتب نسيت والله يمكن ابن كثير، فقرأته عليه كأنه ما ارتاح له.

المقدم: كنتم في المدارس؟

لا لا، في الجامع الكبير، جامع الإمام تركي، فالشيخ ما ارتاح، فقطعه على طريقة العروضيين وعدله وقومه، فمثل هذا يقبح بطالب العلم أن يهمل مثل هذه العلوم، وإن كان كثير من المعاصرين لا يلقي لها بالاً، بل يخوض في البحر مباشرة؛ لأن العمر لا يستوعب، نعم يستوعب، بس أعطي العلم نفسك، ويستوعب كل شيء، ومعرفة مثل هذه الأمور تيسر لك كثير من الأمور.

على كل حال يهمنا بالدرجة الأولى من هذه العلوم: النحو والصرف واللغة بمتنها وفقهها والبلاغة بعلومها الثلاثة: المعاني والبيان والبديع، يأتي بعدها العروض ثم القافية، ثم البيان، ثم الخط، والاشتقاق، وغير ذلك من العلوم التي يقبح بطالب العلم أن يجهلها، بل يقرأ فيها لو متن على الأقل.

مما يهم طالب العلم البداءة به في هذا الشأن النحو، وهو أمر لا بد منه لطالب العلم، ويقبح بطالب العلم أن يحلن، وللنحو فائدتان:

أولاهما: ضبط اللسان وحفظه، وهم يقولون: عصمة اللسان من اللحن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015