المقدم: يعني اتخذتموها، صحيح، هو الحقيقة أنا اتخذتها أيضاً بناءً على ما سمعت من بعض علمائنا هذا، وكانت فعلاً أنها .... أحياناً تسرح ولا تنام، تقرأ مجلداً كاملاً.

صحيح لكن يبقى أن الإضاءة مهمة جداً.

متصل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فمرحباً بفضيلة الشيخ، فضيلة الشيخ لدي سؤالان:

السؤال الأول: ما الفائدة التي ترونها مرجوة من القراءة في الكتب التي تعنى بالحضارة الإسلامية، كشكل المباني، وأشكال المساجد، وساحات المدارس، وتنظيم الشوارع وغيرها، هل ترون أن القراءة فيها مفيدة، أم أن فيها بعضاً من إضاعة الوقت يا شيخ؟

السؤال الثاني: كيف لطالب العلم المبتدئ أن يفرق في قراءة ما يتعلق بعلم البيان، وخاصة المجازات حيث كُثر المتأولون في كتاب الله -عز وجل-، وهذه كثرة كبيرة، أنا أتساءل كيف لطالب العلم أن يقرأ وهو مرتاح؟ وكيف له أن يستفيد من كتاب الكشاف للزمخشري على ما فيه من اعتزاليات؟

أما بالنسبة لكتب الحضارة فهي فن من الفنون التي يعنى بها طائفة من الناس، قد تكون إفادتها للعلم الشرعي يعني باعتبارها ليست رافد، إلا من بعد شديد، من بعد شديد تبين مدى تقدم هذه الأمة التي حملت هذا الدين العظيم.

المقدم: وفيه مؤلفات معروفة ومشهورة؟

نعم، وترد أيضاً على من يتهم هذا الدين بأنه دين آخرة، وليس بدين دنيا لا يسير الدنيا، إن الله -جل وعلا- استعمرنا في هذه الأرض، يعني طلب منا عمارتها، فهي بفحواها ترد على هذه الدعاوى التي تتهم الدين بأنه دين جمود، وأنه دين عبادة فقط.

المقدم: يسأل أيضاً عن كيف يستطيع المبتدئ أن يفرق في قراءته يعني يفرق في علم البيان وخاصة المجاز، خصوصاً مع وجود هذه الدعوات في هذا الموضوع يا شيخ؟

هذا سيأتي الكلام عليه عند الكلام على كتب البلاغة؛ لكن يبقى أن هذا العلم إنما يؤخذ عن الشيوخ الموثوقين المعروفين بسلامة عقائدهم، وإلا فكتب اللغة عموماً فيها ما فيها؛ لأن ممن صنف في هذه الكتب على ما سيأتي من عنده خلل في الاعتقاد، والمجاز اتخذ مطية لنفي ما أثبته الله لنفسه، ولذا سماه الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- (طاغوت).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015