المقدم: أسئلة كثيرة يا شيخ لكن ربما تدور كلها في فلك واحد، وقد نستطيع الإجابة على بعضها ولعله يهيأ للأخوة القائمين على مشاريع الشيخ العلمية أن يجيبوا عليها من خلال موقع الشيخ.
أحد الأخوة يسأل عن كتب السيرة المعاصرة التي ألفت حديثاًَ، هل إذا استغنى عنها طالب العلم ورجع إلى كتب السلف تكفي، أو لا بد من القراءة فيها لأسباب وأغراض معينة؟
لا شك أن المعول على كتب المتقدمين، وهي الأساس والبناء الذي يعتمد عليه؛ لكن يبقى أن بعض المعاصرين استنبطوا دروس وعبر من وقائع السيرة، ومن حوادث التاريخ، هذه يستفاد منها بقدر ما تفيده في هذا الجانب، أما المعول أولاً وأخراً على كتب المتقدمين.
متصل: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحسن الله إليكم يا شيخ، ونفع بعلمكم:
السؤال يتعلق بكتب التراجم والتاريخ والأدب التي ذكرتموها قبل قليل، هل من الأفضل أن يجعل طالب العلم له منهج وورد في القراءة في هذه الكتب أو تكون القراءة للحاجة أو يجعل له قراءة بين فترة وأخرى، أو ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الكتب، وهل يختلف الحال بين طالب العلم المبتدئ وغيره، وشكر الله لكم، وبارك في جهودكم وعلمكم، أخوكم/ سالم حسين من الرياض؟
هذا الأمر أشرنا إليه بالنسبة لترتيب الوقت عند طالب العلم يجعل سنام الوقت الذي هو وقت النشاط، نشاط الذهن لما يتعلق بكتاب الله -جل وعلا- وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- والعلوم الأصلية في المقاصد، وما يخدم هذه المقاصد، ثم بعد ذلك هناك أوقات يكون الذهن فيها قد كل، يطالع في هذه الكتب بقصد الإفادة منها، وبقصد الارتياح إليها الإنسان له فترة راحة يعني يقرأ، وهو ينتظر الغداء، ينظر العشاء، يقرأ، هي ما تحتاج إلى تركيز شديد، هي ما تحتاج إلى تعب ولا عناء.
المقدم: بعض من أدركنا ممن يقرءون يا شيخ يضع مثل هذه الكتب عند رأسه قبل النوم، يقرأ في الأدب والتاريخ، يعني يعتبر هذه الفترة قبل النوم يقرأ في هذه الأشياء؟
هذه صنعناها كثيراً منذ وقت طويل؛ لكنها ينبغي ممن يسلك هذا المسلك أن تكون الإضاءة مناسبة؛ لأن هذه تسرق مع الاضطجاع، يقرأ وهو مضطجع البصر يتأثر كثيراً.