هناك تواريخ لمؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- له تاريخ مشهور بهذه الاسم (تاريخ الإسلام) وهو تاريخ حافل يستفاد منه في معرفة أحوال الرواة الذين قد لا يوجد لهم تراجم في كتب رجال الحديث، وهو طويل جداً، له أيضاً كتاب مختصر في التاريخ اسمه (العبر في خبر من غبر) وبعضهم يقول: الأولى أن يقال: (من عبر) لأن الغابر الباقي {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ} [(77) سورة الصافات] الغابر هو الباقي، فيقول بعضهم: الأولى أن يقال: (في خبر من عبر) يعني من مضى، وهو كتاب مختصر وماتع ونفيس.
هناك أيضا تاريخ أبي الفداء، وتتمته لابن الوردي كتب التواريخ لا تنتهي؛ لكن مما يعنى به أيضاً طالب العلم تراجم العلماء، التراجم، أخبار أهل العلم، وأخبار الصالحين تشحذ همم طلاب العلم، والغفلة عنها لا شك أنها قدح في طالب العلم، فإذا عرفنا أن من طريقة هذا العالم ومنهجه في العبادة كذا، ونصوص الكتاب والسنة فيها غنية؛ لكن هذه أمثلة عملية لتطبيق نصوص الكتاب والسنة، فنحن بحاجة إلى معرفة هذه الكتب التي تعنى بالتراجم، الذي لا يعنى بهذا قد يقع في أمور مضحكة، مضحكة جداً، الذي لا يعرف تراجم أهل العلم ولا يعرف مواليدهم ووفياتهم وهذا من المتقدمين، وهذا من المتأخرين، قد يقع في أمور مضحكة، يعني تصور من شخص يترجم لأبي موسى، وهذا مثال كررناه مراراً حديث أبي موسى في الفتن قال: أبو موسى في البخاري، وقال أبو موسى الذي هو الراوي في الصحيح، راوي الحديث في الصحيح أبو موسى الأشعري، وقال أبو موسى: "والهرج القتل بلسان الحبشة" جاء من يترجم ويقول: يترجم لأبي موسى المديني المتوفى في القرن السادس، هذه أمور مضحكة.