أما تقنين الفقه فهو طريقة جديدة في التأليف؛ لكن ما الذي يجعلنا نترك طريقة سلفنا التي أبدت نجاحاً رائعاً فائقاً رائداً في هذا الفن، ثم نعدل إلى طريقة المواد التي هي طريقة مستوردة، هذا إذا قلنا: أن هذا التقنين اعتمد مذهب واحد، أما إذا قلنا: أنه لفق بين مذاهب فهذه مشكلة، أو قلنا: أنه اجتهادات من المقنن، هل هذا المقنن من أهل الاجتهاد بحيث يستحق التقليد بأن ينبذ من قبله من الأئمة، ثم يقلد هذا المقنن؟ فالمسألة لا تخلو إما أن تكون انتقاء من كتب، وهذا قد يكون تلفيق بين المذاهب، كما هو حاصل في بعض المجلات، أو يكون عمداً إلى التيسير، وأخذاً بما يصلح على حد زعمهم للعصر، العصر لن يصلح إلا بما صلح به العصر الأول، أبداً، الدين كما أنزل على الصحابة ينزل إلى آخر الزمان، وينزل على المسائل والقضايا والنوازل إلى آخر الزمان، لا بد من هذا، فالتقنين على كل حال هو تخيير، ولا يخلو إما أن يكون اجتهادات ممن قنن، وليس تقليده بأولى من تقليد الأئمة وأصحاب الكتب السابقة، أو يكون خلط بين المذاهب، وهذا أيضاً له آثاره على خلاف الجادة المعروفة عند أهل العلم، بأن المبتدئ حكمه حكم العامي، يقلد إمام واحد، هو أوثق أهل العلم ممن عرف بالعلم والدين والورع.
وليس في فتواه مفت متبع ... ما لم يضف للعلم والدين الورع
المقدم: دور المجامع الفقهية يا شيخ؟
دور المجامع الفقهية لا شك أنها تؤدي دوراً بارزاً في تنزيل النوازل والحادثة على النصوص والقواعد الشرعية، فهذا دورها، وأما المسائل التي سبق بحثها ينبغي أن يربى طالب العلم على كتب المتقدمين على الجادة المعروفة.
المقدم: عندي أسئلة فيما يتعلق بالموسوعات الفقهية، هل ستذكرها ضمن كتب الفقه الآن يا شيخ؟
تبي تأتي،
المقدم: تفضل يا شيخ نستكمل كتب الفقه.