يعنى بتحليل لفظ المتن، بحيث يفهم الطالب ويتصور هذه المسائل من غير زيادة ولا استطراد- وبحيث يفهم ما اشتمل عليه ويصور مسائله في ذهنه، ولا يشغله بما زاد على ذلك، وقد كانت هذه طريقة شيخنا العلامة الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي المشهور بخطيب دومة المتوفى في المدينة المنورة سنة ثمان وثلاثمائة بعد الألف، وكان -رحمه الله- يقول لنا: لا ينبغي لمن يقرأ كتاباً أن يتصور أنه يريد قراءته مرة ثانية"، نعم يعني أنت إذا تصورت أنك تقرأ الكتاب وممكن ترجع له مرة ثانية، تبي تمشيه، نعم على أساس أنك تعود ثانية، يقول: "اقرأ الكتاب على أساس أنك لن تعود إليه مرة أخرى" فما ينتج عن ذلك؟ ينتج أنك تتفهم هذا الكتاب بدقة، يقول: "لا ينبغي لمن يقرأ الكتاب أن يتصور أنه يريد قراءته مرة ثانية؛ لأن هذا التصور يمنعه عن فهم جميع الكتاب، بل يتصور أنه لن يعود إليه مرة ثانية أبداً.
وكان يقول: "كل كتاب يشتمل على مسائل ما دونه وزيادة، فحقق مسائل ما دونه لتوفر جهدك على فهم الزيادة" هذه فائدة مهمة جداً، وهي أيش؟ أنك قرأت في أخصر المختصرات مسائل هذا الكتاب أو عمدة الفقه للإمام الموفق، قرأت هذا الكتاب افهم هذا الكتاب بجميع مسائله، لا تقول: هذه المسائل تمر عليها في الزاد، لا، وأنت تقرأ هذا الكتاب افهم جميع مسائله، ويوفر لك نصف الجهد في قراءة ما بعده؛ لأن مسائله سوف ستمر، ولذا يخطئ من يجرب الزوائد، زوائد الزاد على العمدة مثلاً، لا مانع أن تمر هذه المسألة مرة مرتين ثلاث أربع في كتاب مختصر، ثم الذي فوقه، ثم الذي فوقه، وهكذا، وعلى هذا ربي طلاب العلم، وتربى العلماء من قبل؛ لأن هذا التكرار يرسخ هذه المسألة، يوضح هذه المسائل، قد تكون المسألة تصورها صعب في هذا الكتاب، تمر في كتاب آخر بعرض آخر، ليسهلها، ويذللها، لكن لما نقول: زوائد الزاد، معناه أن هذه المسألة لن تمر بنا مرة ثانية، وقد سلك أهل العلم هذه الطريقة إثبات الزوائد في كتب السنة كثير، وفي كتب الفقه أيضاً موجود زوائد الكافي، زوائد الغاية؛ لكن هذا يحرم طالب العلم من التكرار، الذي يوضح له العلم، ويرسخ له العلم، المقصود أن المسألة تطول بهذه الطريقة.