أيضاً من شروح الزاد، من أهمهما وأمتعها شرح الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، اسمه (الشرح الممتع) وهو كاسمه، سهل فيه الشيخ مسائل الزاد، وحللها تحليلاً سهلاً مبسطاً، ذلل فيه الشيخ مسائل الكتاب التي كان الطلاب يستصعبونها ولا يتطاول على الكتاب في متنه وشرحه وفهمه إلا المتمكن من طلاب العلم، وهذا شأنه -رحمه الله تعالى- في كل كتاب يتصدى لشرحه، أيضاً الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- شرح الزاد شرحاً متوسط مستمد غالبه من (الروض المربع) ويعنى فيه الشيخ بتحليل اللفظ، وهو نافع جداً لمن يريد فهم الكتاب دون استطراد، الشيخ عبد القادر بن بدران في كتابه النافع الماتع (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد) ذكر فائدة تتعلق بنصيحة الطالب، والدين النصيحة، ونصيحة الطالب أمر لا بد منه؛ لأنه مع الأسف بعض من يتصدى لإقراء الناس ينظر إلى الكتب التي هو بحاجة إليها، فإذا جاءه طالب يقرأ عليه قال له: اقرأ الكتاب الفلاني لماذا؟ لأن الشيخ بحاجة إليه، ولا ينظر إلى حاجة الطالب، مع أن النصيحة تقتضي النظر إلى حاجة الطالب، نعم إذا جاء طالب منتهي يريد أن يتزود عنده مبادئ العلوم، وعرضت عليه وقلت له: أني بحاجة لهذا الكتاب فلو تدارسناه معاً كان جيد, ولن يخلو الكتاب من فائدة؛ لكن إذا جاءني طالب مبتدئ مثلاً وأنا محتاج إلى كتاب كبير، ووقتي لا يسمح بقراءته بمفردي أجعل هذا الطالب يقرأه، لو جاء شخص يسأل عن كتاب في العقيدة أقول: اقرأ علي كتاب (درء تعارض العقل والنقل) لا يمكن هذا، أو أقرأ كتاب (العلل) للدار قطني، هذا تضييع للطالب بلا شك، ولذا يقول في كتابه المدخل: "وحيث أن كتابي هذا مدخل لعلم الفقه أحببت أن أذكر من النصائح ما يتعلق بذلك العلم، فأقول: لا جرم أن النصيحة كالفرض، وخصوصاً على العلماء، فالواجب الديني على المعلم إذا أراد إقراء المبتدئين أن يقرئهم أولاً كتاب أخصر المختصرات أو العمدة -عمدة الطالب غير عمدة الموفق، عمدة الطالب للشيخ منصور، متن مختصراً- إن كان حنبلياً، أو الغاية لأبي شجاع إن كان شافعياً، أو العشماوية إن كان مالكياً، أو منية المصلي، أو الإيضاح إن كان حنفياً، ويجب عليه أن يشرح له المتن بلا زيادة ولا نقصان -يعني